سال هارون الرشيد احد اتباعه قبل ان يقرر تعينه والي على احدى المدن قائلا له بم تفديني ؟ فقال باموالي ، قال لا يكفي قال باولادي قال لا يكفي قال بروحي قال لا يكفي قال بديني ، قال اصبت الان نعم
الدين مقره وقراره العقل والقلب ، الدين الذي قال عنه رسول الله هو النصيحة والماسك على دينه كالقابض على جمرة من نار لانه المستهدف ولانه ليس شيء مادي، لذا فيستهدف عرينه وهو العقل فترى الحكام يعملون على تفريغ العقل من قيم الدين حتى يكون تبع لاوامرهم بشكل اعمى
كل الخيرين ـ انبياء وائمة وعباد صالحين ـ يحثون على الفضيلة والفضيلة مستقرها العقل فاذا تمكن الاشرار من خراب العقل تمكنوا من الفضيلة .
كتاب "حروب العقل" كُتب تحت عنوان الكتاب " تاريخ سيطرة الحكومات والاعلام والجمعيات السرية على العقل ومراقبة وادارة شؤون الناس"، هذا الكتاب يتحدث عن الاساليب الملتوية والخبيثة التي يستخدمها الحكام لتطويع عقول الناس في خدمتهم خدمة عمياء ، وقد سرد مؤلفا الكتاب احداث كنا نعتقدها حتى بالامس القريب من المسلمات منها مثلا حكاية الاطباق الطائرة التي اخذت حيزا واسعا من المساحات الاعلامية والعقول البشرية في دراستها ، وكانت غاية الجهة الراعية للكذبة معرفة ودراسة عقول الناس حول مدى تاثرها بهكذا كذبة واذا تمكنوا من ذلك فانهم في المستقبل سيطورون نوع الكذبة لتحقق لهم مآربهم ،
الموسيقى كذلك لها دور في تفريغ العقل من القيم التي يحملها صاحبه ومعلوم للجميع الموقف الشرعي عند الاسلام من الموسيقى ، انقل لكم ما ذكر في كتاب حروب العقل في ص 325 " يبدو ان للموسيقى قدرة ليس لاضعاف العقل فحسب بل للسيطرة عليه ايضا فقد نشرت مجلة امريكا العلمية عددها الصادر اكتوبر 2012 مقالا عنوانه "قوة الموسيقى" يبحث في استخدام توقيعات الصوت الموسيقي للتاثير في المخ وقدرة الموسيقى الصاخبة على التاثير في التفاعلات التي تحدث في اعماق المخ لقد ثبت ان للموسيقى قدرة على التاثير في مركز العاطفة بالمخ اضافة الى تاثيرها في الدوائر التي تشمل حركة الجسم ما يجعلها تتحكم في العاطفة والحركة وفقا لما جاء في المقال
فقد ذكرت عالمة النفس "انت سشرمير" في اجتماع لجمعية علم الاعصاب ان توقيعات الصوت لا تعمل على التوافق والانسجام فحسب بل تفعل الشيء نفسه في تفكيرهم فتحدث العمليات في ذهن المجموعة بالتزامن ، وهذا مما يجعل سامعي الموسيقى يشعرون بالنشوة فيحدث الرقص في موضوع النشوة وسريان حالة الطرب فيفسر ايضا بقوة صوت الطبل والغناء وتكرار نغمات الموسيقى بتحريك الناس بطريقة موغلة في البدائية"
حروب العقل ص/325 ـ تاليف ماري د . جونز و لاري فلاكسمان ـ نقله الى العربية نور الدائم بابكر احمد ـ مؤسسة العبيكان طبعة 1437هـ
لاحظوا اليوم كم كذبة اعتمدتها المؤسسات الاستخباراتية ، وكم صرفت عليها ليس ملايين بل مليارات الدولارات من اجل اهداف بعيدة المدى، منها هذه التقنية الحديثة لاجهزة الاتصال التي سهلت لهم المهمة في نشر الاكاذيب والاشاعات ، هذه الوسائل الاعلامية التي اعتبرها جوزيف ناي اسلحة الحرب الناعمة التي يستطيع من خلالها هدم المنظومة الخلقية لاي مجتمع يتم تسليط برامجهم عليه
قال الحسين بن علي لرجل : أيهما أحب إليك : رجل يروم قتل مسكين قد ضعف ، تنقذه من يده ؟ أو ناصب يريد إضلال مسكين من ضعفاء شيعتنا تفتح عليه ما يمتنع به منه ، ويفحمه ويكسره بحجج الله تعالى ؟ قال : بل انقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب ، إن الله تعالى يقول : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) ، [ أي ] ومن أحياها وأرشدها من كفر إلى إيمان ، فكأنما أحيا الناس جميعا من قبل أن يقتلهم بسيوف الحديد
https://telegram.me/buratha