بعد ان تفرق العرب وتشتت كلمتهم واغتصبت فلسطين بسبب خيانة بعض الحكام العرب خضعوا للامر الواقع كما يحلو لهم ان يقولوا ان اسرائيل واقع حال ولابد لنا ان نتعامل معها سواء بالخفاء او العلن او الطرق الملتوية ، وبالنتيجة انها دولة اغتصبت ارض مقدسة وقتلت مسلمين وانتهكت حرمة المسجد الاقصى ولازالت تعبث بالاوضاع العربية واخيرا رضخوا لها وكونوا علاقات معها البعض منهم على المستوى الدبلوماسي وقبل ايام جسدت الاردن الى اي درجة المهانة والجبن الذي تعيشه عندما قتل صهيوني في سفارتهم مواطن اردني من غير ان يقود طائرته جناب الملك لينتقم منهم مثلما انتقم كما يدعون عندما احرق داعش الطيار الكساسبة .
نعود الى العرب والتحول في السياسة الخليجية اتجاه ايران ، بداية نحن نؤيد هذا التحول وانه في مصلحة الكل نعم الكل بما فيهم ايران وليس تنازلا من اي دولة ولكننا نسال عن اضاعة هذه السنين في التنافر والتناحر والذي ادى الى سقوط ابرياء وتنامي احقاد وترسيخ مفاهيم الكره واخيرا يبدا التقارب هل انهم فكروا بان ايران واقع حال؟ فلو كان كذلك فان ايران لم تقدم على اعمال كالتي اقدم عليها الكيان الصهيوني.
نعم ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يخفي في جعبته بعض القرارات والخطوات التي يمهد لان يعلنها ، وانا ارى انه فكر ان يقتحم الساحات السياسية للبلدان التي فيها تواجد ايراني باسلوب ايراني وهاهم يحاولون بناء علاقات متينة مع العراق في مختلف المجالات ، وهذا في مصلحة البلدين وهم ايضا بداوا في ترطيب الاجواء مع ايران وهذا ايضا في صالح المسلمين ، وارى سيكون موقف مصر مستقبلا مشوش ومرتبك بين الانقياد لخطوات دول الخليج في علاقتهم مع ايران او الرفض تحت ضغوط سلفي الازهر؟ فهل تقدم على ما اقدموا ام انها تحاول ايجاد مخرج لها ؟ نعم ما يفكر به ابن سلمان على صعيد السياسة الخارجية السعودية يختلف عن ما سبق وهو بالاتجاه السليم شريطة ان تكون حسن النوايا وان كان العراقيون ينظرون بحذر لزيارة السيد مقتدى الى السعودية والامارات ولكنها ظاهرا مقبولة .
هنا ياتي دور الاعلام الذي يعتبر لاعبا اساسيا في هذه المرحلة وعليه ان يبتعد عن استخدام عبارات الاستسلام لاي دولة تبادر ببناء علاقات سليمة كما وعليه ان يبتعد عن طرح افكار سوء نية ويلغي عبارات التاجيج الطائفي ولا يهول اي خطا بسيط يظهر من هذا الجانب او ذاك ، فالجراح العربية الاسلامية لاتستحمل هكذا مهاترات اعلامية ، نحن ناسف لو ان العلاقات مع العراق كانت منذ ان سقط طاغية العراق لكانت كفة التواجد السعودي الايراني متزنة وفي نفس الوقت العلاقات الخليجية الايرانية كانت افضل ، نعم الراي السائد ان هنالك من ينفذ اجندة صهيونية امريكية في المنطقة غايتها التاجيج ولكن للاسف الشديد عندما تكون القرارات على حساب الشعوب .
حرب اليمن يريد من اشعلها ان يوقفها ، وهذه خطوة نحو الاتجاه الصحيح وعلى الاعلام ان لا يبحث عن الاسباب ويحاول التسقيط المهم ان نهر الدماء يتوقف ، صحيح ان السياسة خبيثة وما من خطوة سليمة الا ومن ورائها خفايا غير سليمة فنحن نامل ان تتحسن العلاقات مع السعودية ننظر بعين الارتياب الى الاوضاع في العوامية والبحرين فانها اصبحت بشكل يثير قلق كل دول المنطقة واسفا على المنظمات العالمية التي تغاضت عن هذه الاوضاع من غير ان تضع حلولا لها .
لا نريد ان نقول تراجع في المواقف بل تقدم نحو السلام .
https://telegram.me/buratha