المقالات

تحية الى فخامة الرئيس ترامب !


 

 

عودتنا السياسة الأمريكية على تسمين العجول الخليجية وتضخيمها ورعايتها لتكون قطيعا من الخونة المتخاذلين الذين كانوا أشد خطرا وأكبر أثرا على العرب والمسلمين في زرع الفتن وبث روح التخاذل والأنهزام حتى بفضلهم استطاعت إسرائيل أن تحول بوصلة الصراع بإتجاه إيران .

وكان الرؤساء الأمريكيون على مر السنين يحافظون على هذا النهج الذي جعل من مشكلة أعراب الخليج اكثر استعصاءا من مرض السرطان حتى أن هؤلاء الأعراب بدؤا يصدقون أنهم أصبحوا شيئا بعد لا شيء وذكرا بعد نسيان واعتقدوا أنهم أصبحوا لاعبين رئيسيين في المنطقة والعالم وهذا كله بفضل رؤساء الولايات المتحدة ومن قبلها ساسة بريطانيا العظمى آن ذاك .

أما فخامة الرئيس ترامب فإنني أعتقد عكس ما يعتقده الآخرون من أنه أصبح حليفا قويا للخليج ومنفذا لرغباتهم وداعما لأحقادهم ولا أقول داعما لسياستهم فهم أبعد ما يكونون عن السياسة وعلومها وفنونها وأعتبر أنه قد شذ عن قاعدة أسلافه وهو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي سينهي وجود تلك الدويلات والبؤر الفاسدة من خريطة العالم .

إن فخامة الرئيس ترامب قد رأى أن تلك العجول وصلت الى درجة من السمنة أصبح من الواجب نحرها والأستفادة من لحومها في مطابخ السياسة الأمريكية وخطوته في زيارة حقل ال سعود وجمع قطعان العجول المسمنة أمريكيا من كل مكان في حضيرة واحدة في الرياض لا يشير الا الى هذه الحقيقة ولكي تتضح الصورة لا بد لي من شرح بعض الأمور .

1ـ كان فخامة الرئيس ترامب صريحا منذ أيام حملته الأنتخابية في أن على دول الخليج أن تقدم أموالها لأمريكا مقابل الحماية لها والحماية هنا لا يعني حفظ الكرامة والوجود وأنما يعني حماية الراعي للقطيع حتى يحين وقت النحر أو البيع في المزاد , وأنه غير مقتنع بما كان الرؤساء السابقون يحتلبونه من ضرع بقرات الخليج وهو طامع في لحومها أكثر من حليبها .

2ـ زجه لدويلات الخليج في مواجهة مع ايران وحلفاءها حتى وإن لم تحصل تلك المواجهة فإن ذلك يؤدي الى أمرين مهمين جدا .

الأمر الأول : استنزاف لحوم بقرات الخليج لصالح أمريكا الى درجة الهزال وحتى أن الكلاب السائبة لا يكون لها مطمع فيها فلن يبقى منها الا جلدها وعظمها ونفس يتحرك في رئتيها .

الأمر الثاني : عند وصولها الى هذه الدرجة من الهزال ستتخلى عنها أمريكا فلا طمع لها في الجلد ولا في العظام وتتركها فريسة لمن آذتهم وحاربتهم ويقضى عليها بنفخة واحدة لتطوى أكبر صفحة سوداء من الخزي والعار والذل عبر التاريخ .

3ـ  ان سياسة ترامب تبدو في ظاهرها تقوية لأعراب البادية ودويلاتهم ولكنها في الحقيقة سوق الى الهاوية تؤدي الى اختفاء هذه الدويلات من خارطة السياسة إن لم تختفي من خارطة الجغرافيا وذلك يعني إنهيار السد المنيع الذي كان يحمي اسرائيل على مدى سبعين عاما من خلال تمزيق الأمة وتفتيتها والخيانة لها ومحاربة كل دولة تحمل نفسا وطنيا وروحا مقاومة للظلم والأستبداد بالنيابة عن اسرائيل .

4ـ  ان فخامة الرئيس ترامب يعي جيدا أن دويلات الخليج وحلفاءها من الأذلاء لم يتمكنوا من مواجهة الحوثيين في اليمن وغرقوا في المستنقع اليمني ولا يعرفون كيف يكون الخروج منه فكيف لهم بمواجهة ايران وحلفاءها في المنطقة ولذلك فهو على دراية كاملة بما يفعل وأنه قرر نحر تلك البقرات وما يقوم به مما يسمى بدعم ومساندة  ليس إلا وجبة طعام وشربة ماء تسبق الذبح .

5ـ على كل دول المنطقة وخصوصا العراق وايران وسوريا ولبنان واليمن أن تستعد من الآن لمرحلة ما بعد الخليج لأن وجه المنطقة سيتغير وإلى الأبد وتتراجع أمريكا من المنطقة لأنها تكون قد أخذت غنيمتها التي أرادت ولم يعد هناك مايستحق البقاء .

6ـ يعلم فخامة الرئيس ترامب أن دويلات الخليج ومن يتبعها قد وصلت الى حافة الأنهيار وسيذهب حليبها ولحمها سدى لذا فمن الضروري أن يزرع في نفسها الثقة ويصور لها أنها سأئرة نحو النهوض من ركام الهزائم لتتقدم الى حتفها بإرادتها ولتجعل من نفسها طبقا جاهزا على المائدة الأمريكية .

إن كل مايقوم به فخامة الرئيس ترامب يصب في مصلحة العرب ويخدم قضية الفلسطينية خدمة جليلة لم يقدمها لها أحد من قبل فمصلحة أمريكا في نحر تلك البقرات تلاقت مع مصلحة الفلسطينيين والعرب والمسلمين فالسياسة الأمريكية يحكمها المصلحة والمال .

 

وأنا لا أدعي أنه جاء لنصرة العدالة وتخليص العالم من رائحة الأعراب التي أزكمت لأنوف لفترة طويلة ولكنني على يقين أن الله عزوجل يستدرجه لما لم يكن في حساباته حيث يقول في الآية 182 من سورة الأعراف ( والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) . فألف تحية وألف سلام لفخامة الرئيس ترامب الذي جسد بكل معنى الكلمة تراث أجداده رعاة البقر وعرف كيف يسوق القطيع الى المقصلة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك