حين تعجز أفواه البنادق عن، تحقيق الغايات، والأهداف على مستوى الفرد، أو الجماعة، أو الدول، فلا بد من اللجوء إلى الحلول الاخرى، ومنها الحوار.
يعد الحوار من أسهل الطرق، وأحسنها في حل الخلافات، والنزاعات، ومن دون خسائر بشرية، أو مادية، إلا أن التعجرف، والطغيان قد يجعل البعض، يميل إلى الخيار الأصعب، في إستخدام القوة، وإزهاق الأرواح، وتدمير الممتلكات لتحقيق بعض الأهداف.
حث القرآن الكريم، في كثير من آياته، على الحوار(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) حتى أن رب العزة، والجلالة حاور إبليس اللعين(قال ياإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين).
ما نمر به من تحديات أمنية، لأكثر من عقد من الزمن، وقتل الأبرياء في الشوارع، وسقوط المحافظات الغربية، بيد الدواعش في السابق، ماهي إلا نتائج لصراعات إقليمية، وإرادات متضادة لبسط النفوذ، أصبح العراق وسوريا، ساحة لتصفية الحسابات، بين السعودية، وإيران، وتركيا،فقد ألقت تلك الدول بثقلها في العراق، وسوريا، إلا أن العراقيين بوحدتهم، وشجاعتهم، أفشلوا مخططات محور الشر، المساند للإرهاب، ونحن اليوم على أعتاب نصر كبير، وماهي إلا أياما معدودة، لتحرير الموصل آخر قلاع الإرهاب.
أما في سوريا بعد أن ألقت، جميع الدول المتنافسة بثقلها في هذا البلد، ومعها الإرادات الدولية، إلا أن الأمور لم تحسم، لأي من الأطراف المتنازعة، والخاسر الأكبر هو الشعب السوري، الذي صار وقودا لنار تلك الحروب.
من هنا نجد أن الدعوى، التي أطلقها السيد عمار الحكيم، في الحوار الإقليمي بين (إيران والسعودية وتركيا ومصر والعراق) لنا مصلحة كبيرة، في مثل هكذا حوار إن تحقق، إذ سنكون طرفا فاعلا ومؤثرا، في المعادلة الإقليمية، بعد أن كنا متأثرين وهامشيين، وذلك للإنتصارات الكبيرة، التي حققها العراق، على أعتى قوة إرهابية في العالم، وإثبات حقوق العراق، ومطاليبه المشروعة في الأمن، والوحدة الوطنية، والتعايش السلمي، وهذا يصب في مصلحة جميع الدول المجاورة.
ويمكن بالحوار الإقليمي المشترك، الوصول إلى نتائج مثمرة، إن تنازلت الدول المتنافسة، عن بعض مواقفها، يقابلها تنازل من الدول الأخرى، وبذلك ستصل تلك الدول، إلى قواسم مشتركة، وتنازلات متبادلة، ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب الداعشي، وبذلك ستقي المنطقة شر الحروب، وما خلفته من مآسي، ودمار وقتل وجوع وتهجير.
من مصلحة العراق، أن يسعى لجمع الدول الإقليمية الفاعلة، على طاولة الحوار، بما يملك من علاقات، بين تلك الدول، ولا ضير بإقناع وإشراك الدول العظمى، في هكذا مشروع كأمريكا وروسيا لأن تلك الدولتين لها تأثير على حلفائها في المنطقة، ويسهم في إنجاح الحوار.
معظم الدول التي دخلت، في حروب غير حاسمة، خرجت منها بالحوار وعقد الإتفاقيات، فمن مصلحة الجميع، أن يجعلوا هذا الخيار أولا، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
https://telegram.me/buratha