رجل جمع الزعامتين معا، وكان رساليا يحمل هموم الأمة أينما كان، وهو إبن المرجعية الدينية، وطالبا في النجف، ثم أستاذا وباحثا فيها، عرفته الأروقة الجامعية، أستاذا لعلوم القرآن وسائر العلوم الإسلامية، وبعد ذلك عرفته ساحات الجهاد في العراق، وإيران ،وبقية أرجاء العالم الإسلامي.
شغل الشهيد الحكيم، حيزا واسعا من تاريخ الصراع، والتحدي مع الحكومات الديكتاتورية، وأجهزتها القمعية، ومواجهة التحديات، والإخفاقات الحاصلة، في مسيرة المعارضة العراقية.
كرس شهيد المحراب جهده، وإهتمامه، وطاقاته، من أجل قضية الشعب العراقي، الذي كان يرزح، تحت ظلم الطاغية صدام، ولأجل تلك القضية، بذل كل شيء، بإرادة، وعزيمة قل نظيرها.
في الجانب الديني، مارس شهيد المحراب، التدريس في الحوزة العلمية، في السطوح العالية، فدرس كفاية الأصول، كما درس في جامعات دينية في العراق، وإيران، وأشترك مع السيد محمد باقر الصدر، في مراجعة كتابيه(إقتصادنا وفلسفتنا)كما وصفه السيد الصدر(بالعضد المفدى) في إيران، لم تمنعه إنشغالاته السياسية، فأستمر بالتدريس على مستوى البحث الخارج، وساهم بصورة فاعلة، في المؤتمرات الفكرية، والندوات، واللقاءات العلمية، والثقافية، ولديه بحوث عديدة، تناولت التفسير، والتاريخ، والاقتصاد، والسياسة، والإجتماع، والفكر الإسلامي.
أما نشاطه السياسي، فقد أبدى السيد الشهيد إهتمامه المبكر، بشؤون المسلمين، وأوضاعهم ،وكان من أوائل المؤسسين، للحركة الإسلامية في العراق، وكرس وقته، وجهده في مرجعية والده السيد محسن الحكيم، وكان ممثلا لمرجعية والده، في المؤتمرات الإسلامية، والنشاطات الدينية والساسية.
كانت عودة السيد الحكيم إلى العراق، كأنه النهر الذي يمنح الحياة، لهذه الأرض التي أجدبت، بقحط العيش ،ودوام الألم، فأحاطته الجماهير بسيل من النفوس الطيبة، التي عاهدته بإلتزام طريقه، ونهجه الذي عهده على نفسه، بأن يديم الجهاد، ضد الفجور البعثي، والظلم الصدامي.
كان خطاب شهيد المحراب، يتسم بالوسطية، والإعتدال، لم ينادي بثأر، ولم يفتق جرحا، بالرغم مما يعتصر فؤاده، من ذكريات إخوانه، وآل بيته، الذين ذبحوا قرابين، مذبح الحرية لهذا الشعب.
في الختام لا تمثل تلك الكلمات البسيطة، بحق شهيدنا، إلا كقطرة في بحر، فهو "الإبن البار بالإسلام" هذا اللقب الذي أطلقه عليه الإمام الخميني وكفى بذلك فخرا وعزا في الدنيا والآخرة.
https://telegram.me/buratha