تحسين الفردوسي الدولة: هي مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد, ويخضعون لنظام سياسي معين متفق عليه فيما بينهم, كما تشرف على أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية تهدف إلى تقدمها وازدهارها, وبهذا ينقسم العالم إلى مجموعة كبيرة من الدول, وإن اختلفت أشكالها وأنظمتها السياسية.
لكن مفهوم الدولة أكثر اتساعا من الحكومة, لأن الحكومة جزء من الدولة, والدولة هي كيان شامل, أي بمعنى آخر أن الحكومة هي الآلية التي تؤدي من خلالها الدولة سلطتها, وهي تعتبر بمثابة عقل الدولة, لكن أحياناً تعكس الحكومة تفضيلات حزبية وأيديولوجية معينة, ترتبط بشاغلي مناصب السلطة في وقت معين, بينما يجب على الدولة في مفهومها العام, أن ترعى الصالح العام, والخير المشترك بين أفراد المجتمع, بغض النظر في مسمياتهم وانتماءاتهم.
هذه المفاهيم هي مفاهيم أكاديمية فقط, لا يوجد منها على أرضِ واقعنا الغائم في الشك؛ والعائم على برك الأزمات, ما عندنا هو ترقيع أو لربما في بعض الأحيان ترميم, بعيد عن شيء أسمهُ بناء, ترميم وترقيع بحجة (عجلة التقدم) التي تسحق بطريقها الأخطاء؛ وتتجاوز بسرعتها العراقيل, ليس لذلك أي معنى سوى (الغباء) وهو جانب موجود لكن ضعيف, و(السرقة) وهي الأقوى.
نسمع كثيراً عن (بناء الدولة),بل جميعهم أتخمونا بهذه الجملة, ولا نرى إلا ركام, مثل طنطنة ال (المربع الأول) ولا ندري أيَّ مربعٍ يقصدون! لأن مربعاتنا كَثُرَت بفضلهم, المربع البغدادي(أخو الجالغي البغدادي) أم المربع الأخضر (أخو المستطيل الأخضر) أم مربع البعث أم الطائفية أم الخدمات أم مربع الموت ....!! وأيُّ مربعٍ وضعونا فيهِ حتى يفخروا به.
حلولٌ هنا وحلولٌ هناك؛ وتسقيط هنا وتسقيط هناك؛ وصراع مستمر, منهم من طالب بالمصالحة؛ ومنهم من طالب بالمصارحة؛ ومنهم من أراد التسوية؛ ومنهم من يريد التعرية, والمواطن المسكين الذي يعتبر هو (نواة الدولة) يقفُ مُحوَلّاً أمام التلفاز بين هذا وذاك.
مشاكل تجمعت وتكدَّست وتعقدت, والعجز أخذَ يأكلُ الإرادة, من يأتي بالحل!؟ رجلٌ واحدٌ أشبه ما يسمى كالسابق بالقائد الضرورة يأتي بــ حَل, أم رجالات أحزاب يأتون بـ حلول, لِنبحث عن نقطة البداية وهذا مهم, أين هي !؟ هل هي عند الشعب ؟ أم عند الأحزاب؟ أم عند الدولة؟ أم هي في الجوار؟.
تُرى! من هو المُشخص؛ ومن هو المُنغّص؟ ومن هو (المقفص) ومن هو (المفقص)؟؛ ومن هو المُحصص ومن هو المخصص؟؛ ومن هو الضحية الأولى والأخيرة سوايَ أنا (النواة).
https://telegram.me/buratha