المقالات

بالأمس بايعوا علي وغداً ينتخبون معاوية..!/ وليد كريم الناصري

1622 2016-09-20

وليد كريم الناصري

العقل عقال النفس، وأشرف الأحساب، وكل عمل يأذن به العقل فهو الصواب، وكل شيء إذا كثر رخص إلا العقل، يستدل منه للحق، وبه يُبان المعروف، وفينا من يتاجر بعقله ولبه، حيث الهوى ومراد النفس، فيتبع الرحمن أمام الملأ، ويخلو بالشياطين مع نفسه، فيورد اليقين بالنفاق، أركنه الحياء من الناس، وزهد بالخوف من الخالق!.

رحم الله الشاعر إمام الشعراء إبن برد إذ يقول:- 

يعيش المرءُ ما استحيا بخيرٍ —--- ويبقى العودُ ما بقيَ الَلحاءُ

إذا لم تخش عاقبة الليالي.! —---- ولم تستحِ فأفعلْ ما تشاءُ..

يتكلمون عن فساد الحكومة، ويتجاهلون بأنهم من صنع الفساد فيها! لفت نظري خلال هذه الليالي، وفي ذكرى واقعة "غدير خم"، حيث أمر الله تعالى نبيه محمد "ص" بأنتخاب قيادة جديدة، تحل محله إيذانا بأن مسؤوليته قد إنتهت وأتم نعمة الإسلام، ولابد من إنتخاب خليفة، فجاء أمر الله بتنصيب صهره, وأبن عمه, ونفسه علي "ع"﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾.

الغريب بالأمر أن المحتفلين بالمناسبة، يدركون أن للإسلام بالبيعة قضية، ولكنهم ركزوا على أشخاص البيعة وزهدوا بالقضية، ألا يعني إختيار "علي" للخلافة؟ إختيار الأصلح للحكومة! ألأ يعني تنصيب "علي" للخلافة من قبل الرسول، بأن المرجع هو الأولى بالأختيار، ألأ يعني رفع يد "علي"؟ والتوصية به في أخر حجة للرسول، يعني توصية المرجعية بمن ننتخب عشية تلك الليلة!.

ماذا بقي على المجتمع أن يدركه؟ الشيء الوحيد الذي لم يدركه المجتمع، أنه أنجرف وراء أهواءه في إتباع المفسدين بإنتخابهم، كمن إنجرف غيرهم وبايع الشيخين، وعليهم أن يدركوا بأن من أوصت مرجعية النجف بإنتخابهم، ولم ينتخبوا! زاهدين بالحكم، كما زهد علي بالخلافة! ولعل اليوم الذي أتى من بعد حين، وأرجع الخلافة لعلي، بانت خيوطه عندما إرجعوا زعامة التحالف الوطني من يستحقها.

مصداق لكلامنا، المرجعية الدينية ما قبل إنتخابات عام (2014)، حرمت إنتخاب من صوت "لقانون التقاعد البرلماني" والذي يضمن راتب 100% للمتقاعد بعد (4) سنوات، صوت على القانون شخصيتان في دولة القانون،  نقلت قناة الإتجاة العراقية، لقاء تلفزيوني معهما وقتها، وقالا بأنهم صوتوا لضمان حقوقهم! والعجيب أن يفوز الأول بواقع (17) ألف صوت والثاني (11) ألف صوت، وفي محافظة ذي قار، مع الجزم بأن من صوت لهم، ممن يحتفل  اليوم بتنصيب الحق خليفة للمسلمين!.

ختاماً، أن نعرف بأن لمحمد وعلي قضية، لابد أن ندركها ونركز عليها، أكثر مما نركز على الأشخاص أنفسهم، فليس من العقل أن تعلوا اصواتنا بشعارات رنانة، بحق تلك الشخصيات ونحن لا نملك أدنى مرتبات الحياء من عقولنا لتمكين الأصلح بيننا، فعجبا وكل العجب لمن بايع علي بالأمس وسينتخب معاوية غداً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك