المقالات

صالح البخاتي..عندما يأتي الليل

3551 2016-08-25

 زيد شحاثة

رغم أن والدي انتقل إلى رحمة ربه, وأنا في أوائل الثلاثينيات من العمر, وهو عمر متقدم نسبيا, وربما أكون قد تجاوزت مرحلة حاجتي المادية له, إلا من نصيحة يقدمها, أو حكمة أتعلمها منه, إلا أني ولغاية هذه اللحظات, لازلت أتذكر الساعات المؤلمة, عندما إنتهت أيام العزاء, وذهب المعزون, والأحبة والأقارب, عندها بقيت وحدي وذكرياتي معه.. كانت تلك أسوء اللحظات.

رغم وجود والدتي أطال ربي عمرها بكل عافية وخير, ولأني كنت الأصغر بين إخوتي, رغم عمري.. وكوني غير متزوج حينها, فقد رعتني بشكل مبالغ فيه, يخفف أي مشاعر حزن, أو وحدة وغربة داخلية, لكن تلك اللحظات.. بقيت محفورة في الذاكرة, خصوصا عندما يجن الليل.. وأه من الليل.

رغم مرور أكثر من خمسة عشر سنة على رحيله, كانت تقفز الذكريات أمامي, مع كل خبرو صورة لشهيد, تنشر هنا أو هناك, في مواقع التواصل الإجتماعي والصحف.

رغم الإهتمام الذي رافق استشهاد المجاهد الكبير السيد صالح البخاتي, وهو نموذج فريد ومتميز, من قادة الحشد الشعبي, وما رافقه من نشر لسيرته الجهادية, وإحتفالات تأبينية, وتمجيد ببطولاته, منذ قتاله ضد نظام الطاغية, والعمل الجهادي في الأهوار, وحتى شهادته مؤخرا.. وما يمكن أن تقدمه, الجهة التي ينتمي إليها, إلى عائلته من دعم, أو راتب تقاعدي لأسرته, لكن عندما تستيقظ أبنته الصغيرة "زينب" ليلا, مرعوبة من كابوس او حلم, ولا تجد أباها جوارها.. هل سيعوضها كل ذلك عن وجود أبيها؟ من سيكون موجودا ان احتاجوا ولي أمرها؟ او يوم تخرجها؟ ماذا عن عرسها؟!

من قال ان الحرب جميلة؟! ومن قال أن الثمن الذي سندفعه ليس باهضا؟! ومن قال ان خسارة رجال مثل السيد البخاتي, وغيره العشرات سهلة؟!

عندما تهدأ الزحمة, ويخف صخب المعارك ويخبو, عندها فقط, سيعرف أبناء وأسر الشهداء, كالسيد البخاتي وأماله, أنهم هم أصحاب النصر الحقيقي, وأنهم وحدهم فقط, من يملكون حق أن يرفعوا رؤوسهم عاليا.

 

لأنهم هم من دفعوا ثمنه نقدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك