"مستر نو بيف" أو الملك الحسين بن طلال كما يحلو للعرب تسميته, موظف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية, ولمدة عشرين عاماً, وأنّى لمملكةٍ تأسست بمباركة بريطانية أن لا تكون تابعة لها, بل العمالة تلفها من نهرها حتى أخمص ضفتها, ضفتها الغربية التي أهداها الملك الجاسوس "بما حملت" للكيان الصهيوني, في نكسة العرب المشؤومة, نكسة حزيران عام 1967م, وليكمل الملك بعدها عمالته ويتم ولائه المطلق, وقَّعَ عام 1994م معاهدة السلام مع الكيان الغاصب برعاية أمريكية.
رحل "مستر بيف" عام 1999م, مخلفاً وريثاً نسخةً عنه من أم يهودية, بعد أن مهَّدَ الطريق له لحكم المملكة بعزل الأمير الحسن بن طلال من ولاية العهد, ولتنتهي بوفاة "مستر بيف" ظلمة حقبة العمالة الأردنية الأولى, معلنةً عن ظلمة عمالة أردنية جديدة للكيان الصهيوني, ممثلة برئيس يهودي لدولة عربية.
عبد الله الثاني ومنذ توليه الحكم أخذ على عاتقه تنفيذ الأجندات الأمريكية الصهيونية في المنطقة حفاظاً على مملكته من الزوال تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد, فكان همه الأول "إعادة تأكيد معاهدة السلام مع إسرائيل وعلاقة الأردن بالولايات المتحدة الأمريكية", ومن ثم التمهيد لإشعال الصراع في المحيط الإقليمي, بتخطيط وتمويل أمريكي صهيوني, واندفاع طائفي متطرف سعودي خليجي, من خلال دعم تنظيم القاعدة في المنطقة, وما تلاه من تنظيمات إسلامية متطرفة مسلحة, ومثالها السيء من الدولة الإسلامية في العراق والشام والجيش السوري الحر.
جمع الأردن الحطب من حوله, وأضرم النار فيه, لتمسي حدوده ملتهبةً بالصراعات الطائفية والسياسية, لتعيش سوريا حالة الحرب المستعرة التي سرعان ما انتشرت لتطال جزءاً كبيراً من العراق المنهار أمنياً وسياسياً واقتصادياً, في ظل حكومة تعطي صورة واقعية عن حالة التشضي والاختلاف القومي والعقائدي التي يعيشها المجتمع العراقي, ثم لتمتد تلك النار فيما كتب لها أن تمتد إلى لبنان.
الأردن... هل هي تلك المملكة الآمنة؟ أم أنها تخفي خلف تلك الابتسامة الملكية خوفاً عظيماً؟ فما أوقدته من نار الحرب سرعان ما سيصل إليها يوماً, لتنهار حدودها, حين يتنصل الحارس الامريكي الصهيوني عن عهوده, كما هي عادته.
https://telegram.me/buratha