اعتاد تنظيم داعش الإرهابي تجربة كل ما يقع في يده من أسلحة نوعية على العراقيين؛ فمرة يستخدم غاز السارين ومرة غاز الكلور، وهي مواد كيمياوية قاتلة ومحرمة دولياً، وحينما تستخدم ضد مواطني دولة لها قيمة في المجتمع الدولي، يقال انه استخدم السلاح الكيمياوي! أما في العراقي فيقال استخدم غاز الكلور وغاز السارين، وكأنهما غاز الطبخ المستخدم في مطابخنا!
التفجير الأخير في الكرادة، كان تفجيرا غريبا، فبالوقت الذي لم يخلف ذلك التفجير أي آثار هدم ولا خسف تحت مكان العجلة المنفجرة، بيد أنه في الوقت ذاته أحرق 6 بنايات متقابلة، وأستشهد فيه 313 وأصيب 200، وكانت بعض جثث الشهداء تعرضت للذوبان وبعضها احترقت احتراقاً شديداً!
في تصريح للسياسي العراقي الشيخ جلال الدين الصغير على صفحته الشخصية عبر الفيسبوك، أشار فيه الى احتمالية كبيرة ان يكون تنظيم داعش الإرهابي قد استخدم مادة النبالم الهلامية المحرمة دولياً، والتي من شأنها ان تحترق بشدة ولفترة طويلة، ولا يمكن اخمادها بالماء! وهو ما يفسر سرعة احتراق البنايات وعدم تمكن الأشخاص المتواجدين في موقع الانفجار من الابتعاد عن المكان بعد الانفجار، حيث التهمتهم النيران بسرعة!
وجاء في تصريح الشيخ الصغير:
((استمعت وقرأت بعض تصريحات المسؤولين عن الامن او ممن يحلل امنيا وهم يتحدثون عن انفجار الكرادة الشرقية الاخير وقد وصف بعضهم مادة الانفجار بانها سي فور خالص وبعضهم انها كميات كبيرة من التي ان تي ولكن حين رأيت الفيلم الخاص بمنطقة الانفجار احسست بغصة كبيرة جدا لان هؤلاء الذين يتحدثون يبدو انهم لم يروا بعين الدقة م اهو الذي تفجر واستطيع ان اقطع ان مادة الانفجار لم تكن لا السي فور ولا التي ان تي لان كليهما له اثر تدميري على المنشئات وليس لديه قدرة استثنائية على الاحراق كتلك التي رأيناها في الانفجار، والحرائق الناتجة منها تعتمد على ما يوجد في محيط التفجير فإن كان خليا من المواد القابلة للاحتراق فان الحريق المتصاحب سيكون ضئيل القدرة بينما معطيات الانفجار ان تدميرا لم يحصل بل حتى محل السيارة الغادرة لم يشهد تأثيرا مهما في الشارع كما هو معهود بقية الانفجارات في وقت كان الحريق هائلا وليس ذلك فحسب وانما كان مقاوما للإطفاء وهذا لا يحكي الا مادة واحدة اساسية تم استخدامها وهي مادة النابالم او ما يشابهها وهي مادة اشبه بالجيلاتينية تتكون من البنزين المحول الى جل مع اضافة مواد كيمياوية اخرى مما يجعله مقاوما للماء وطويل المدة في الاشتعال وفي نفس الوقت يتميز بكثافته التي تجعله يلتصق ولا يسقط وهذا هو الذي يبرر ان الاحتراق كان في غاية الشدة ولم يتأثر بالماء وفي نفس الوقت ان التخريب احرق المنطقة ولكنه لم يدمرها
هذه الملاحظة اقولها بشكل اولي ويفترض ان خبراء المتفجرات قد ادركوا كنهها الان، وبالتالي فان الاخفاق الذي مني به الدفاع المدني يعود ربما الى عدم ادراكه لطبيعة ما يقاومه اذ ان الماء لا يطفئ ولا يؤثر فيها مما يفرض على الحكومة ان تضع في حساباتها جهوزية الدفاع المدني والاجهزة المعنية بذلك فهو تطور في جاهزية العدو يحتاج الى تطوير في جاهزية الاجهزة المضادة ولعل هذا هو احد الاسباب الذي سهل مهمة السيارة الغادرة في اجتيازها للسيطرات رغم الشلل الذي يصيب الكثير منها ورغم الوجود الطاغي لعناصر الاختراق المعادي سواء المندسون سلفا لهذه الامور او الفاسدون الذين يبيعون ذممهم في هذا المجال، وما بين هذا وذاك فان امنا لا يبتنى على ارضية استخبارية تغطي المناطق المطلوب حمايتها لا يمكن الا ان يسجل لنا نكبة من دون اخرى.
لعن الله من قصّر واستهان بأمن الابرياء من ابناء شعبنا.
ولعن الله من اسس لمنظومة الفساد والتحلل وضعف الخبرة في اجهزتنا الأمنية))
ذلك ما ورد في تصريح الشيخ الصغير، والرجل له باع طويل في القيادة الأمنية، وقد يكون ما تفضل به هو الحقيقة، لذا على الأجهزة الأمنية أخذ هذه المعلومة بنظر الإعتبار، وتطوير اجراءاتها وأدواتها الفنية، بما يتناسب مع ما يمكن ان يستخدمه الإرهابيين من أسلحة نوعية!
حفظ الله تعالى العراق وأهله، وجنبهم كيد الأعداء، ووفق الله قواتنا الأمنية والحشد الشعبي للقضاء على الإرهاب المشؤوم.
https://telegram.me/buratha