في حزيران 2007، أصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا حكما بإعدام المجرمين علي الكيماوي, سلطان هاشم وحسين رشيد التكريتي، بعد إدانتهم بتنفيذ عمليات الأنفال التي شنها النظام البعثي الفاشي ضد الكورد في عام 1988 وتلوث أياديهم القذرة بدماء الابرياء.
نفذ حكم الإعدام بحق علي الكيماوي في 25 كانون الثاني عام 2010 بينما ما يزال المحكومان الآخران في السجن لإعتبارات قومية وطائفية وسياسية، دون مراعاة لهيبة القضاء الذي قال كلمته، ولحرمة دماء الأبرياء ولمشاعير وعواطف ذوي الضحايا. ويقبعان في السجن يأكلان ويشربان، وبين مدة وأخرى، نسمع بعثيين سابقين يختارون عناوين جارحة صادمة ويدعون الى إطلاق سراحهما، وبالخصوص إطلاق سراح سلطان هاشم، بحجة التأسيس للمصالحة ولمرحلة خالية من الانتقام والثأر، دون أن يعرفوا أن ممارسة الثأر والانتقام لو تمت، لكان قد قتل وسحل هؤلاء المجرمون قبل وصولهم الى قاعات المحاكمة.
يدعون لإطلاق سراحه، بحجة الدواعي الانسانية، وكأن الذين قتلوا في الانفال وهلبجه، لم يكونوا من البشر. وبحجة تعزيز دور القوات المسلحة وجهودها في مقاتلة الاٍرهاب وتنظيم داعش، وكأن الحزب الذي كان ينتمي إليه سلطان، لم يمارس إرهاباً أسوأ مما يمارسه داعش.
ومرة بحجة استقطاب عشيرة طي، وكأن الذين قتلوا دون ذنب لاينتمون الى عشائر. وبحجة تعزيز الانتماء الوطني، وهل كان هؤلاء وحزبهم الفاشي (فقط) وطنيين ؟
يطالبون بإطلاق سراحه بحجة كفاءته العسكرية، وكأن العراق بلد عقيم لم يلد كفاءات أخرى، ولا يعرفون إنه لو كان سلطان خارج السجن، لكان الآن إما مع المجرم عزت الدوري أو بنات صدام أو مع الدواعش.
وتارة بحجة دوره البارز في الدفاع عن العراق وتحقيق النصر ضد إيران في الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1980 و1988. عجيب! مازالوا يتجاهلون الهزائم المرة المتلاحقة للبعث، وهم يعرفون أن (سطان) ترأس الوفد العراقي الى خيمة الذل والاستسلام في صفوان في عام 1991 على الحدود مع الكويت، مقابل وقف إطلاق النار، فقط.
يعتبرونه واحدا من أبرز قادة الحرب، أي حرب؟ حرب قتل المدنيين الكورد والشيعة، طبعاً، ويعددون النياشين والأوسمة والأنواط والقلادات التكريمية التي استلمها لمجهوده العسكري، ولكنهم لايذكرون الذي منحه تلك النياشين والأنواط... ألم يكن طاغية العصر المجرم صدام حسين؟
سلطان هذا، قاد عمليات الأنفال الاولى التي بدأت بهجوم كبير في شباط 1988، في المنطقة الواقعة بين السليمانية ودوكان، حيث استخدمت قواته في هذه الحملة جميع انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة والمدفعية والطائرات والاسلحة الكيمياوية وكذلك الصواريخ. وعندما كان قائداً للفيلق الخامس، أثناء عمليات الانفال الرابعة أشرف على الهجوم على قرية (كوب تبه)، وشملت قرى (حيدر بك)، (عسكر), (كليسه), (بوكرد), (كانبى), (قبرلو), (كانى هنجير) و(كومه شين). وفي ذلك الهجوم تم قتل جميع الجرحى والاسرى الكورد.
إن عدم إعدام السلطان حتى الآن، يعتبر طعناً عميقاً في العمل المهني والقانوني الذي قامت به الأجهزة القضائية وتحقيراً لها، وإهانةً وصدمةً كبيرتين لذوي الضحايا وتشجيعاً لأشخاص آخرين للتمادي في جرائمهم، تنفيذا للواجب التعسفي، أو إرضاء للقائد الضرورة، أو رغبة في إشعال الفتنة في بلد يعاني من محاولات تأجيج الفتن وتوسيع دائرة القتل. فهل من مجيب؟؟
https://telegram.me/buratha