إن هذه العقول الظلامية المتحجرة ،والنفوس المريضة المشبعة بالحقد والتعصب الأعمى التي تريد أن تنشر مافي أعماقها المظلمة من أوضار بالقهر والبطش على البشرية لاتؤمن بأية قيمة إنسانية، وتسعى إلى تدمير الحضارة والمجتمعات المدنية المتطلعة للسلم والوئام والمحبة والعيش المشترك.ورسم مستقبل أفضل لها ولأجيالها القادمة وتحاول أن تقضي على هذا الحلم المشروع بكل ماتملك من همجية ودموية ووحشية فاقت كل تصور. فهي لاتتورع من مهاجمة مدرسة يتعلم فيها الصغار شيئا من العلم والمعرفة لتنويرعقولهم ، وتغذية أرواحهم ليخدموا وطنهم حين يكبرون.أو ملعب رياضي يتجمع فيه بعض الفتية للترفيه عن أنفسهم وأجسادهم المتعبة في خضم حياتهم القاسية.أو سوق شعبي تتواجد فيه الطبقات الكادحة التي تواصل الليل بالنهار لتحصل على لقمة عيش كريمة لها ولعوائلها التي تنتظرها كل مساء.أو مسجد يذهب إليه المصلون ليوحدوا الله . فيسيل الدم البشري المقدس، وتتناثر الأجساد البريئة على أديم الأرض في هذه الأماكن وغيرها دون أي ذنب يذكر قام به هؤلاء الضحايا وتعتبرها غزوة إسلامية يباركها الله!!!.
لقد ركب هؤلاء الأوغاد الأنجاس رؤوسهم ، واستكبروا على قول الله ، وأصروا على قتل النفس البشرية بغير حق لأنهم همج العصر وأشراره ومفسديه الذين يبغون إطفاء شعلة الحياة فصار مثلهم كالذين قال الله لهم في محكم كتابه المجيد:
بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي اْلأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ.) سورة البقرة: الآية 11.
لقد أصبح جليا إن هذه الشراذم الدموية المتوحشة لم تصل إلى هذه المرحلة من قوة البطش والإنتقام والحقد على الجنس البشري مالم تحصل على المال والسلاح والدعم الإعلامي من أنظمة طائفية بترولية غنية ورثت الطائفية من أسلافها في الدين والحكم وخطته نهجا تسير عليه.ولها وسائل إعلام ضخمة من فضائيات وصحف، ومواقع إلكترونية ومدارس ومساجد ويفتي لهم شيوخ تكفير باعوا أنفسهم لحكامهم يزقون روح الكراهية في دماء المخدوعين بنهجهم المنحرف,
والترويج لهذا الإرهاب العاتي باسم الدفاع عن طائفة (مظلومة ) ضد طائفة (ظالمة ) في هذا البلد العربي أو ذاك هو خدمة مجانية تقدمها هذه الجهات لأعداء الإسلام وفي مقدمتهم الصهاينة الذين يرقصون طربا لما يروجون له لخلق حروب لانهاية لها في المنطقة وما يترتب على تلك الحروب من مصائب وويلات ودمار لكي تبقى المنطقة العربية فريسة لأعدائها. وبات هذا الهدف الشرير يؤلم كل نفس بشرية غير ملوثة بهذه الأفكار الطائفية الظلامية. وهي ترفض من أعماقها هذه الفرية رفضا مطلقا ، لأنها تقدس دم شريكها في الإنسانية وهي ترى بأم أعينها جرائم الإبادة التي ترتكبها هذه الشراذم الظلامية وما تقوم به من تدمير للبشر والحجر والشجر ولا تفرق بين قومية وأخرى أو ديانة وأخرى في الإبادة فالكل أعداء لها ماداموا لايدينون لنهجها الظلامي الدموي وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام ومفاهيمه الإنسانية.
https://telegram.me/buratha