كثيرا ماتعرض الأبواق الداعشية على شاشاتها عبارة (مع الإنسان) لكنها في حقيقتها أبعد ماتكون عن حق هذا الإنسان في الحياة والذي يتعرض للذبح والقتل والتهجير على أيدي أشد العصابات الدموية إنتهاكا لحقوق الإنسان في العصر الراهن وهم الدواعش. وإمعانا في تغييب صوت الإنسان المضطهد من قبل هذه الوحوش الضارية تطلق عليهم هذه الأبواق كلمتي (الدولة الإسلامية ) لغايات طائفية تتنافى وكل المبادئ الإنسانية. ومن خلال هذا التضليل تحاول خلق عدو وهمي آخر في المنطقة وتنسج حوله الأساطير التي تعشعش في أدمغة أسيادها حكام الإستبداد الوراثيين .
ولا أدري عن أي إنسان تتحدث هذه الأبواق التي تروج لهذه العصابات الداعشية الدموية التي تقتل الإنسان بدم بارد بصورة تقشعر منها الأبدان.؟ وهي لم تتطرق أبدا إلى إدانة واحدة من هذه الجرائم التي تستهجنها كل نفس بشرية غير ملوثة بفايروس الطائفية الذي يعشعش في عقول أصحاب هذه الفضائيات المريضة وأسيادهم.وهم لايعتبرون داعش الخطر الذي يهددهم إلا إذا دخلت في عقر دارهم وهددت كراسيهم التي يتربعون عليها منذ عشرات السنين.
إن العصابات الداعشية التي تفننت في إرتكاب أبشع أساليب القتل البشري وهجرت الملايين، وسبت النساء، ودمرت بيئة الإنسان وحضارته في كل مكان وصلت إليه، وأوجدت السجون الرهيبة تحت الأرض وهي تتباهى بجرائمها على رؤوس الأشهاد وتصورها وتعرضها للعالم هي الوباء الأخطر الذي يهدد البشرية اليوم. ووسائل الإعلام التي تتستر على جرائمها تعتبر وفق القانون الدولي شريكة لها في هذه الجرائم ولابد من محاسبتها إذا أريد للبشرية أن تعيش بأمان.
ومن حق كل إنسان يؤمن بالكرامة الإنسانية أن يتساءل لماذا تتجاهل هذه الأبواق التي تدعي الدفاع عن الإنسان جرائم كبرى يرتكبها الدواعش بحق البشرية وتلف وتدور في أساليبها الماكرة، وتبحث في المياه الآسنة لتخلق المبررات المختلفة لهذه الجرائم الكبرى، وتجعل من بعض الجرائم الفردية المدانة من أشخاص غير منضبطين في ساحات القتال مساوية لهذه الجرائم وتطلق عليهم عبارة (الميليشيات الطائفية) ويدعي المغردون فيها دون أي حياء (إنها أبشع من داعش) ولا شك إنهم بهذا الأسلوب الخبيث والماكر يحاولون تغطية جرائم داعش النكراء التي تندرج في خانة الإبادة البشرية.
وتماديا في طمس الحقيقة نسمع يوميا من يدعي فيها إن داعش هي ( حالة جهادية ) و(حالة دفاع عن مظلومية أهل السنة الذين يتعرضون للقتل والإبادة على أيدي الميليشيات الشيعية.!!!) وهي أكذوبة كبرى واستهانة فاضحة بالدم البشري من وسائل إعلام مضللة منحطة تحاول بشتى الطرق الملتوية طمس الحقائق لتسميم العقول السليمة وتلويثها بالروح الطائفية التي هي السلاح الأمضى لتمزيق الشعوب العربية. وأصحاب هذه الأبواق الطائفية يدركون تماما إن جرائم داعش شملت دولا في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأوربا وأمريكا وهي بعيدة كل البعد عن أي صراع طائفي.
والحقائق الناصعة التي تدحض هذه الأكاذيب إن معظم الذين تعرضوا للقتل والتشريد على أيدي هذه الوحوش البشرية الظلامية هم من سكان المناطق الغربية في العراق وشهد العالم أثناء غزو العصابات الداعشية لهذه المناطق كيف نشرت الرعب بين سكانها، وفرضت عليهم أجنداتها الظلامية بقوة الحديد والنار، ودمرت حضارة تلك المدن وآثارها التراثية، وأوقفت عجلة الحياة، وتتلذذت بقتل أبنائها علنا في الساحات العامة،وهجرت الملايين منهم واستولت على بيوتهم وأملاكهم وخطت عليها جملة (وقف للدولة الإسلامية) وهي جرائم لاعهد للبشرية بها حتى في القرون الوسطى.وتعلم بها الأبواق الطائفية التي تحاول القفز على الحقيقة وتجعل منه صراعا سنيا شيعيا وهو ليس كذلك أبدا.
https://telegram.me/buratha