إستمع ممثّلوا دول العالم في مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة يوم امس الثلاثاء الى نداءات الإستغاثة التي أطلقتها الجمعية الدولية للمحامين التي يرأسها صباح المختار لإنقاذ الفلوجة, وعبر الكلمة التي القاها أحد ممثليها خلال جلسة المجلس التي عقدت في قصر هيئة الأمم بمدينة جنيف السويسرية.
الصراخ كان على قدر الألم الذي تتجرعه بقايا نظام البعث مع كل تقدم تحرزه القوات العراقية البطلة في معركتها المقدّسة التي تخوضها مع تنظيم داعش الإرهابي نيابة عن العالم . تلك الأصوات النشاز تعالت مدعية بأن الحكومة العراقية تشن حرب إبادة جماعية لسكان الفلوجة, وبأن العمليات العسكرية تستهدف المكوّن العربي السنّي, وأن الميليشيات ترتكب جرائم حرب.
لم يكن هذا الدفاع مستغربا فالرفاق يدافعون عن رفاقهم الذي يحتلون مراتب متقدمة في تنظيم داعش الإرهابي بعد ان أسبلوا لحاهم وتخلوا عن اللباس العربي او الزيتوني ليعتمروا لباس الأفغان والشيشان الذين قدموا من وراء الحدود ليصبحوا أصهارا لهم رغم أنوفهم.
الأمر الذي يثير الأسى أن ممثل العراق في مجلس حقوق الإنسان لم يكلف نفسه عناء الرد على تلك الكاذيب التي ساقها أزلام البعث في هذا المجلس الأممي مع إمتلاكه لحق الرد. كنت جالسا أتصفح وجوه أعضاء الوفد وانتظرت أن يرفع أحدهم يدهم طالبا التحدث, لكن ذلك لم يحصل. ممثل دولة كوريا الشمالية التي يحكمها نظام حديدي رفع يده للرد على إتهامات بإنتهاكات حقوق الإنسان يرتكبها النظام وهي حقيقة, لكن ممثل العراق لم يكلف نفسه عناء الرد على اكاذيب.
إعداد الرد لا يحتاج الى عبقرية او بلاغة فالقضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار! وماعلى ممثل العراق إلا أن يطلب الحديث ليكرر على أسماع العالم بأن العراق يخوض حربا ضد الإرهاب نيابة عن العالم, وأن هناك إبادة جماعية في الفلوجة ولكن ليس لسكانها, بل للدواعش الذين يستخدمون أهلها كدروع بشرية, وأن يشير الى الخطبة الإفتتاحية لأعمال المجلس والتي القاها المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين والتي أثنى فيها على آية الله العظمى المرجع علي السيستاني لدعواته للحفاظ على أرواح المدنيين, وبأن القوات العراقية تعمل كل ما في وسعها لإنقاذ حياة المدنيين الذين يحتجزهم تنظيم داعش في الفلوجة ويقتل من يحاول الخروج منهم من المدينة.
لكن ممثل الوفد العراقي دسّ رأسه في الرمال وكأنه لا يسمع وتوالت بعدها الكلمات التي تعزف على ذات الإسطوانة المشروخة.
لاحظت خلال حضوري للدورات السابقة لمجلس حقوق الإنسان وجود نشاط معاد للعراق تمثل بالقاء الكلمات المناهضة للحكومة العراقية وللعملية السياسية وكذلك عقد ندوات على هامش إجتماعات المجلس بهدف النيل من الحشد الشعبي العراقي ووضعه بمستوى واحد مع تنظيم داعش الإرهابي.
هذه النشاطات تتواصل خلال هذه الدورة ال 32 وبشكل أشد مع إقتراب القوات العراقية الباسلة من تحرير مدينة الفلوجة , ولكن الأمر المؤسف هو إنعدام النشاط الرسمي العراقي في جنيف للرد على الأكاذيب التي يسوقها هؤلاء الموتورون, ويعينهم عليها سياسيون عراقيون يحضرون إجتماعات المجلس.
فلقد شاهدت في الدورة السابقة كلا من النواب ناهدة الدايني وأحمد المساري ورعد الدهلكي بالإضافة الى جمال الضاري وهم يحاولون وبكل ما أوتوا من قوة النيل من الحكومة العراقية ومن قوات الحشد الشعبي الباسلة ,سواء عبر لقاءاتهم بمسؤولي الدول أو عبر الندوات التي يشاركون فيها.
إن وزارة الخارجية العراقية مدعوة الى الإيعاز للبعثة الدبلوماسية العراقية في جنيف, للقيام بدور فاعل ونشاط مضاد يكشف زيف الإكاذيب والإدعاءات التي يسوقها بقايا نظام البعث ويحاولون من خلالها بيع بضاعتهم الفاسدة الى المجتمع الدولي.
https://telegram.me/buratha