يشهد الإعلام العربي التابع لحكام الأبد من عائلة آل سعود وآل ثاني وآل خليفة ومن بسير في ركابهم حالة هستريا وسباق طائفي محموم هذه الأيام. وأخذ يتقيأ كل أوضاره وبذاآته ويطلق سهامه الجاهلية الحاقدة على صدر العراق الأبي سيد الحضارات، وقلب العروبة النابض ، وعرين الأسود لالذنب إقترفه سوى إن أبناءه الأشاوس الذين يشهد التأريخ لغيرتهم وحميتهم هبوا هبة رجل واحد لتخليص جزء عزيز من الوطن الذي دنسه الدواعش الأوغاد أعداء الله والإنسانية في غفلة من الزمن ، فوضع رجال العراق بمختلف قومياتهم ومذاهبهم أرواحهم على أكفهم متوحدين متكاتفين يتدافعون بالمناكب لإنقاذ مدينة الفلوجة العراقية من براثن الوحش الداعشي الظلامي المجرم الذي جثم على صدور أبنائها لأكثر من عامين، وارتكب بحقهم أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية خجلا. لكن هذا الإعلام الطائفي الأعور والمتمرس في الدجل والكذب والتضليل وقلب الحقائق، والمصاب بحمى الطائفية السوداء لم ترق له هذه الهبة العراقية النابضة بحب الوطن وتحرير الإنسان من ظلم التتار الجدد .
فراح يدعي كذبا وزورا إن المعركة التي يخوضها العراقيون ضد الدواعش الأوباش (هي معركة بين الفرس والعرب السنة وإن مدينة الفلوجة تتعرض لهجوم الميليشيات الشيعية التي يقودها الجنرال الفارسي قاسم سليماني لتدميرها وحرقها وقتل أهلها إنتقاما من العرب الذين انتصروا على أجداده في معركتي ذي قار والقادسية ) وراح يلصق كل مافعلته داعش من جرائم وحشية بحق العراقيين والعراقيات من سبي وذبح وحرق وتدمير وتهجير وتنسبه للحشد الشعبي ظلما وعدوانا ويتجاهل تماما وقوف العشائر السنية العربية مع إخوانهم في الحشد الشعبي كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ويقول أحد قادته لإخوانه من العرب السنه نساؤكم نساؤنا وأعراضكم أعراضنا ونحن حريصون كل الحرص على الأرواح البريئة التي يحتجزها الدواعش الذين هم أعداء لكل العراقيين الشرفاء.
لكن هذه النعرات الطائفية المحمومة الرخيصة التي تسوقها أبواق حكام الأبد والتي عفا عليها الزمن وأصبحت مفضوحة لكل صاحب عقل سليم، وتحولت إلى إسطوانة مشروخة لكثرة تكرارها وهي نفس الإسطوانة التي كان يروجها النظام الصدامي ومعه الإعلام العربي أثناء حربه الظالمة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات وحصدت مليون عراقي وإيراني، واستنزفت موارد البلدين ولا ينسى العراقيون تلك الألقاب الفارغة التي أطلقها هذا الإعلام المخادع والمضلل على رأس النظام وكان يصفه بأوصاف لاتمت إليه بصلة فهو ( فارس العرب) و(حامي البوابة الشرقية ) و( بطل التحرير القومي ) و(قائد النهضة العربية ) وغيرها من الألقاب المجانية الجوفاء البعيدة كل البعد عن الحقيقة.
كل ذلك جرى لأسباب طائفية وإغراءات مادية كبيرة كان يغدقها رأس ذلك النظام بسخاء منقطع النظير على المداحين من الإعلاميين الذين باعوا ضمائرهم وشرفهم الإعلامي مقابل المال. وانخرطوا في مدح الدكتاتور حتى الثمالة ، ودبجوا له مئات المقالات والقصائد لتجميل صورته الدموية البشعة بعد أن تنعموا بهداياه وعطاياه التي سرقها من قوت الفقراء وعرقهم. في الوقت الذي كان فيه الشعب العراقي يعيش جحيما لايطاق تحت نير وشراسة ودموية وقمع النظام الذي كان يشتد يوما بعد يوم ، وتحول العراق إلى دولة الرعب الأولى في العالم.وضرب الرقم القياسي في المقابر الجماعية.
واختتم فارسهم العربي الهمام جرائمه باحتلال جارته الكويت وفعل مافعل بأهلها وبنيتها التحتية. وما أشبه اليوم بالبارحة حين نجد من يلقب الفلوجة لأسباب طائقية بحتة بأنها (قدس الأقداس ) وإنها (عنوان الصمود) وإنها (رمز لشعب يرفض الاذعان .) و(لن ينالوا منها وان دخلوها) و(إنها ليست مجرد مدينة بل انها ضمير أمة) كل ذلك يقال من أجل إبقاء الدواعش الذين انتشرت رائحة جرائمهم إلى أقصى بقعة في العالم ، وما زال دهاقنة هذا الإعلام يلقبونهم بـ( الدولة الإسلامية) والإسلام منهم ومن جرائمهم النكراء براء براء براء إلى يوم يبعثون.
لقد وجد هذا الإعلام المنحرف عن جادة الحقيقة ضالته في إظهار مدينة الفلوجة العزيزة على كل عراقي شريف يرفض التفريط بوحدة تراب الوطن على إنها تحولت إلى (قدس الأقداس) ليس حزنا على أهلها الذين أختطفهم الوحش الداعشي بل تعاطفا مع هذا الوحش الذي يصورونه ظلما بـ(أنه المدافع الأول عن أهل السنة في العراق ضد الحكومة الشيعية التي باعت العراق لإيران ) وغايته في ذلك دق إسفين بين المكونات العراقية. وبالتالي إشعال حرب أهلية لاتبقي ولا تذر وتقسيم العراق على أسس طائفية خدمة للكيان الصهيوني. لكن وعي العراقيين وإدراكهم لخطورة المؤامرة التي يحيكها الأعداء لهم ولوطنهم بين الكواليس وفي المؤتمرات الطائفية كفيل بقبر هذه المؤامرات الخبيثة .
https://telegram.me/buratha