ذكر الشيخ باقر الأيرواني، في كتابه(دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي)، أحكام الجهاد:
الجهاد كما يجب بالنفس كفاية، فكذلك بالمال فيجبان كفاية معاً على القادر، ومع التمكن من أحدهما فقط كان هو الواجب.
المستند في وجوب الجهاد بالمال، قوله تعالى:(انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، وغيره من الآيات الكريمة، فكل واجب بالضرورة، كان ما يتوقف عليه واجباً بالضرورة أيضاً.
الفرار من الزحف محرّم، إلاّ لتحرّف في القتال أو تحيّز إلى فئة، ويدل عليه قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ **وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
التحرّف هو من الحرف بمعنى الطرف والجانب، والمراد:الابتعاد عن وسط المعركة إلى جانبها، ليّمكن الكرّ على العدو بشكل أقوى.
التحيّز من الحيز بمعنى المكان، والمراد:الذهاب إلى مكان آخر فيه جماعة من المسلمين تمكن الاستعانة بهم.
تُستحب المرابطة لحفظ الثغور، إلاً إذا كانت البلاد الاسلامية في معرض الخطر، فتجب.
أستحباب المرابطة من الأمور المسلّمة، ويدلّ عليه ما رواه محمد بن مسلم، وزرارة عن أبي جعفر وأبي عبدالله"عليهما السلام":(الرباط ثلاثة أيام، وأكثره أربعون يوماً، فإذا كان ذلك فهو جهاد)، وأمّا وجوبه في حالة المعرضية للخطر فلوجوب الحِفاظ على الإسلام وأرضه.
قواتنا الأمنية، وحشدنا الشعبي، وعشائرنا الغيورة، تخوض الآن حرباً على الأرهابيين والتكفيريين، في معركة مصيرية وحاسمة، في مدينة الفلوجة، وتعد هذه المدينة هي العمود الفقري للارهاب، فإذا انكسرت، انكسر الارهاب في العراق، واستعاد البلد عافية وأمنه.
لذا على المؤمنين الغيارى، المطعين لله ورسوله وأهل بيته-صلوات الله عليهم- وللمرجعية الدينية ان لا يقصروا في شيء، فمن لا يستطع الجهاد بالنفس، عليه الجهاد في المال، ومن لابستطع ذلك، عليه الجهاد بالكلمة، وذلك أضعف الجهاد.
https://telegram.me/buratha