إن الوقوف بوجوه سلاطين الظلم والفساد هو الطريق الذي سار عليه أهل بيت النبوة ع. لاشك إنه طريق التضحيات الجسام لكشف جرائم حكام الإنحراف والبغي وكشفها وفضحها لتتطلع عليها شعوب الأمة الإسلامية لاستنهاضها، وبث روح الثورة المقدسة في دمائها.وقد أستشهد الأمام موسى الكاظم ع من أجل تلك المبادئ العظيمة لأحياء شريعة جده رسول الله بعد ماعانى ألوانا من الظلم والاضطهاد والتنكيل والتعذيب النفسي والجسدي على أيدي سجانيه القساة الغلاظ. لكنه لم يساوم ولم يرضخ لإرادة الظالمين أبدا وأثبت بمواقفه الجهادية العظيمة بأنه المثل الأروع في الدفاع عن الحق ، والصبرعلى الشدائد المحن ، والثبات في سبيل المبدأ والعقيدة. فضحى بجسده الشريف، وصار قدوة للثائرين . وشعلة مقدسة ترهب الظالمين وتفزعهم في كل عصر من العصور ، فأدخله الله جنات النعيم مع جده رسول الله (ص) وأقنع الطاغية نفسه ونفوس أعوانه واهما بأن صوت الحق قد اختفى وغاب وإنه سيسلم من عقاب الله . لكن الطغاة ذهبوا إلى الجحيم، وسقطوا في مزبلة التأريخ غير مأسوف عليهم. مهما حرف المنحرفون وشوهوا من حوادثه التي لاتخفى على كل مسلم تقي بعيد عن أي هوى طائفي باحث عن الحقيقة المجردة. وهاهو لسان حال التأريخ يقول لكاظميته المقدسة التي اقترنت باسم هذا الإمام الجليل يقول :
أن الحشود المليونية المتجهة صوب الأمام موسى الكاظم ع تتحدى بكل رباطة جأش غدر اللقطاء الظلاميين الدواعش من أحفاد أبي لهب وأبي جهل وسياراتهم المفخخة وعقولهم المريضة المتحجرة الحاقدة. وستبقى تبايع آل محمد ص على تلك المبادئ العظيمة التي ساروا عليها ،ونادوا بها ضد دعاة التكفير والتحريف والضلالة والعدوان . وإن ذكرى أرواح شهداء جسر الأئمة قي الحادي والثلاثين من آب عام 2015م التي تحل ذكراها اليوم والتي ذهب ضحيتها مايقارب الألف شهيد تطالب الحكام المتصارعين في العراق أن يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية والأخلاقية وأن يهتدوا بهدي نبي الإسلام ص وأئمة أهل البيت الأطهار ع، لكن الألم يحز في نفس كل عراقي شريف وهو يرى وطنه يسير من سيئ إلى أسوا في جميع مجالات الحياة نتيجة الفساد والظلم المستشري في دوائر الدولة ومؤسساتها وتفشي الحرمان الذي تعاني منه قطاعات واسعة من هذا الشعب المضحي والصابر الذي يتعرض لجرائم الإرهابيين الوحشية التي فاقت كل تصوردون أن يلقى الإهتمام اللازم من قبل حكامه والحكم مسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية عظمى تقع على عواتق من يسعون إليه ،ولابد أن يقرن الحكام القول بالعمل لإنقاذ هذا الشعب بعد هذه الأعوام العجاف التي أوصلت العراق إلى حافة الهاوية. أما الهروب من المطالب الشعبية العادلة وعدم تلبيتها والنظر إليها من الأبراج العاجية هو مخالفة صريحة للإسلام ومبادئه العظيمة وستقود الوطن إلى طامة كبرى لاينفع الندم بعدها.
لقد قال الأمام موسى الكاظم ع :
(التواضع هو أن تسير مع الناس بنفس السيرة التي تحب أن يعاملوك بها )
وهو القائل ع :
(كل من عشق الدنيا فإن الخوف من الآخرة يغادر قلبه.) وقد مر (ع) على قبر وبعد أن ترحم على صاحبه قال:
(أن شيئا كهذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله . وأن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره. )
فأين حكامنا الذين غرقوا في صراعاتهم من أجل منافعهم ومنافع أحزابهم وكتلهم من هذه المبادئ العظيمة التي سار عليها الأمام موسى الكاظم (ع) ؟ وأين هم من خدمة الفقراء والمحرومين في وطن الجراح الكبرى. بعد أن صار وطن البترول والخيرات العظمى يستجدي الدول الأخرى لينقذوا مواطنيه.؟ وهل توجد مأساة أعظم من هذه المأساة ياحكام العراق؟ أهكذا قال الإسلام ونبي الرحمة ص وآل بيته الأطهارع لكم ؟ أما آن الأوان لكي تثوبوا إلى رشدكم وتغيروا من مواقفكم المتصلبة من أجل المنافع الشخصية والمكاسب الحزبية ؟ والله لقد خيبتم آمال الشعب وأصبحتم عبئا عليه بدل أن تكونوا عونا له على مصائبه التي يمر بها.
وقد قال الله في محكم كتابه العزيز:
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.) الحشر- 18
فسلام عليك سيدي في يوم استشهادك
سلام عليك ياحفيد رسول الله ص
سلام عليك ياإمام الحق والتقى والهدى.
سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
واللعنة الدائمة على قاتليك الذين سقطوا في قعر الجحيم وبقيت أنت شمسا تشع بأنوارها على الدنيا لاتغيب أبدا. وتحية لأبطال العراق وأسوده الأشاوس السائرين على ذلك الخط الجهادي الناصع لأئمة أهل البيت الأبرار ع هؤلاء الذين يصدون هجمة الغدر والإجرام والتكفير الداعشية الظلامية بكل شجاعة وعنفوان . والرحمة والرضوان للشهداء الذين سقطوا صرعى برصاص الدواعش الغادرين أعداء الله والإنسانية.
https://telegram.me/buratha