وقع في العام 1993 نزاع في روسيا بين السلطة التشريعية ممثلة بمجلس الدوما والسلطة التنفيذية التي كان يمثلها آنذاك الرئيس الروسي الراحل يلتسين.
كان هدف البرلمانيين الإطاحة بيلتسين بحجة خرقه للدستور وقد تجمع انصارهم في انحاء مختلفة من العاصمة موسكو حتى كادت الأمور أن تخرج عن السيطرة وتدخل البلاد في أتون حرب أهلية طاحنة. طالب النواب المعتصمون المواطنين بالإعتراف بانهم السلطة الشرعية الوحيدية في البلاد.
تحرك أنصارهم للسيطرة على مختلف مؤسسات الدولة وبداوا بالإستيلاء على مبنى بلدية موسكو. لم يقف الرئيس الروسي يلتسين متفرجا على تعطيل الحياة السياسية في البلاد ودخولها في أتون الفوضى والحرب الأهلية. ولذا فقد أعلن حالة الطواريء في البلاد ودعا المعتصمين الى إنهاء إعتصامهم داخل المجلس ومع رفضهم دكت الدبابات الروسية مبنى البرلمان فوق رؤوسهم.
سقط ضحايا , ولكن المصلحة الوطنية العليا,أكبر والفتنة أشد من القتل, ولذا كان إجراء يلتسين صائبا وأسس لإستعادة روسيا لقوتها ومجدها لاحقا.
التاريخ يعيد نفسه ولكن في العراق اليوم, فهؤلاء المعتصمون يكنون حقدا كبيرا للسلطة التنفيذية ممثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي, الذي أضاع فرصة على رأس الفساد والدكتاتورية والفشل والفتنة نوري المالكي من البقاء في منصبه, ولذا فكان هدف المعتصمين الواضح هو الإطاحة بالعبادي تمهيدا لعودة القائد الضرورة الى كرسي الحكم.
وفي ظل هذا الوضع الخطير ومع محاصرة أعداد كبيرة للمتظاهرين للوزارات العراقية وتعطيل عملها, فغن العبادي مطالب باعلان حالة الطواريء في البلاد وإنهاء إعتصام النواب بالقوة, فهل سيصبح العبادي يلتسين العراق؟ ام مرسيه؟ خطورة الوضع تستدعي اتخاذ قرارات شجاعة حازمة حقنا للدماء ووأداً للفتنة في مهدها.
https://telegram.me/buratha