المقالات

نيسان عراقي الدم والطعم واللون والرائحة

1296 21:47:14 2016-04-08

في حسابات الامم ومواقيت الشعوب سجّلتك الامة العراقية الاشورية ابتكارا صاحب الحرف الذي شع ألقهُ مبددا جهالة وتخلف دياجير الكهوف، فاستهل بك العراقيون الاوائل مسار سنتهم الضاربة في عمق التاريخ والتي دخلت الفيتها السابعة. حفروك في رقم واسطوانات التراب العراقي تبركا، رسموك على خدود البردي تباهيا، نقشوك على وجنات قصب الجنوب وشما، علقوك قلائد في جدائل باسقات النخيل زهوا، رصعوا بك تيجان الملكات وصولجانات الملوك.. نسجوك في ظفائر صباياهم الحسناوات ودروع ابطالهم الكماة، ساروا بك وسرت بهم.. ساروا بك الى امبراطوريات حدودها مشارق الارض ومغاربها، ثابتةً الخطوات متحدية الخطوب، بانية امجادا وحضارات. وسرت بهم عشرات القرون خصبا وتألقا قبل ان تبكيهم متراجعين متشتتين ثم لتندبهم ذاكرة حضارية سادت ثم بادت.

وأبيت الاّ ان تعود مشوقا حتى لكأنك فراتي الهوى جنوبي السحنة حنطي الملامح بلون قمح العراق وعطر عنبره الفواح. عدت وكأن عشقك يأبى الاّ ان يكون عراقي الدم والطعم واللون والرائحة. عدت لتصحبهم في رحلة مسار جديد.. استقبالا لفجر غد مشرق، عدت لتشهد انعتاقهم من طغيان جثم عقودا وامتد سنينا، كبل الحريات، كتم الانفاس، كبت الطموح والآراء والافكار، قتل على الشبهة والشك والظن، بدد الثروات الوطنية. ادخل العراق في اتون حروب متواصلة اكلت الابناء ورملت النساء ويتمت الاطفال هدمت العراق وخربت العقول والنفوس ولاثت الطباع افسدت الخير والطيبة والجمال. اعادت العراق الى سني القحط والجهل والمرض وثقافة السلب والنهب والخناجر، عزلته عن مسيرة العالم الحضاري وباعدت بينه وبين تطلعات الشعوب الزاحفة صوب سموات الله اللامتناهية بعد ان ضاقت الارض بانجازاتها وابداعاتها وخوارقها في وقت يتقهقر العراقي باحثا عن اعواد حطب يسجر بها تنوره الطيني ليحصل على رغيف خبز لا تعرف نوعية طحينه، ثم يحفر بئرا ليحصل على ماء شربه، ويسرج فانوسا لظلمة ليل اطفاله.

اذن عدت من جديد لتضع العراقيين في مسار لا يليق الاّ بهم.. وعادوا ليسترجعوا بك حضارة الاجداد العظام في اشور وسومر وبابل.

ومع ما صاحب هذه العودة من تداعيات، ومع ما رافقها من تكالب قوى الشر والظلام فتكا بهذا الشعب الصابر وخرابا بعمرانه، مع فداحة ثمن هذا الانعتاق، مازالوا متفائلين بمواسمك الندية وهاهم يعلّقون "روزنامات" وجهك الباهي الجديد. فهل ستطل عليهم خصبا وجمالا ومحبة وأمنا؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك