الحديث عن اصحاب المواقف التاريخية ,يحتاج دائما الى ضمير حي ,يفصل بين الحقيقي ,والعاطفي منها ,هذه الحقيقة تواجه دائما اي قلم ,عندما يشرع بتدوين التاريخ ،لان التدوين سلاح ذو حدين ،يجب ان يكون الضمير حافته الحادة ، سلبا كان ام ايجابا.
تيار شهيد المحراب ,منذ تاسيسه ,والى يومنا هذا , شرع في خطي بناء ,افقيا وعموديا ,وهما الدولة والشعب ,ولكل منهما تضحيات جسام قدمها ولازال يقدمها ,على طريق بناء العراق الجديد .فمنذ تاسيسه عام 1982 ، عمل تيارشهيد المحراب على لم شمل جميع اقطاب المعارضة العراقية وتوحيدها سياسيا، من خلال توحيد الخطاب السياسي للجميع تحت مظلة المجلس الاعلى الاسلامي ، وعسكريا، بتوحيد جميع الفصائل المسلحة تحت تنظيم واحد هو فيلق بدر ، من اجل تحقيق الهدف في اسقاط النظام الديكتاتوري في العراق، فشارك في جميع موتمرات المعارضة العراقية ,موتمر بيروت ،فينيا ،صلاح الدين واشنطن ،لندن,وساهم في قانون تحرير العراق عام 1997.
بعد سقوط النظام عام 2003،بدات تضحيات تيار شهيد الحراب واضحة للعالم ،وتبنيه الحالة الابوية ,من خلال ،تنازله عن اكثر من مقعد لشركائه الشيعة في مجلس الحكم ،تنازله عن رئاسة الوزراء اكثر من مرة ،تنازله عن مشاريعه السياسية ،مثل الفدرالية للوسط والجنوب ،مثل بيضة القبان السياسي طيلة الثلاث عشر سنة السابقة بين كل الفرقاء السياسين ،عدم الدخول في حكومات لاتخدم الشعب ،تقديم قياداته استقالاتهم تنفيذا لامر المرجعية في الترشيق الحكومي ، في وقت تكالب الجميع على المناصب الحكومية ،متمثلا بالسيد الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية عام 2010،وحكمته الكبيرة في عدم ذهابه الى موتمر اربيل ،لاسقاط حكومة المالكي ،بسب اعتقاده ان الذهاب الى اربيل ،كان ذهبا الى المجهول دون رجوع. منذ التغيير والى الان ،لم يثبت على رجالات تيار شهيد المحراب ،اي شبهة اوملف فساد في كل المناصب التي تزلاها رجالات التيار ،تشريعيا او تنفيذيا ،وهي خاصية ينفرد بها التيار عن غيره .
كان المجلس الاعلى يحث دوما ،على مشاركة كل الاطياف العراقية في القرار السياسي العراقي ، لما له دور كبير في زيادة اللحمة الوطنية العراقية ،وبث روح المواطنة في الجميع . تيار شهيد المحراب ،لم يتقاطع او يقاطع يوما ،العلمانيين والليبرالين ، كان تيار شهيد المحراب ،اسلاميا ، متواصل مع البقية من المسيحين والصابئة وغيرها من الديانات ،بل كان الاقرب لهم ،من بين كل الحركات الاسلامية في العراق،قبل وبعد التغيير .هذا في جانب بناء الدولة والامة العراقية الجديدة ،اما في جانب بناء الشعب والفرد العراقي ،استطاع تيار شهيد المحراب من بناء موسسات عقائدية وسياسية شعبية ،تقع عليها مسوولية بناء الفرد، والاسرة ،والمجتمع في العراق الجديد . ابرزها موسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامية التي تضم المئات من رجال الدين المبلغيين ،مهمتهم ارشاد العباد وصلاح الناس ، والتجمع الاسلامي لطلبة العراق في الجامعات والمعاهد العراقية ، وائمة الجمعة والجماعة وموسسة الحكيم للرياضة والشباب، التي تنظم واقع الفرق الشعبية، والنوادي الرياضية، في كل البلاد وغيرها ,كلها اسسست من اجل ان يكون للفرد مستقبلا ,دورا كبيرا في اغناء التجربة الفتية ،والتلاقح المتبادل بين الدولة والمجتمع .مما تقدم نجح تيار شهيد المحراب خلال سنوات التغيير ،في انشاء قاعدتتين للتعامل مع الدولة والشعب ،يكاد يختلف فيهما عن بقية التيارات محليا وعالميا ،مستندا على قاعدة قائده العظيم ، وموسسه ، شهيد المحراب الخالد ...محمد باقر الحكيم (رض ) ...ما كان لله ينمو ، واما الزبد فيذهب جفاءا ...وما يمكث في الارض ينفع الناس .
https://telegram.me/buratha