في عالم الطب ينجح بعض المزيفون عندما يخلطوا بين السحر والأعشاب والكيمياويات والروحانيات فيجتمع حولهم أناس أصابهم اليأس من علاج مرض ما... نفس الوضع يمارسه الإعلام السعودي في الجمع ما بين الدين والسياسة والتأريخ والطائفية والمال, بحيث تظهر خلطتهم تلك وكأنها حقيقة من أجل محاربة من يتصدى لكشف المستور من مساندة الإرهاب.
في انتخابات الرئاسة الأمريكية يحاول الإعلام السعودي إظهار التشابه بين حب المرشحين (الديمقراطي والجمهوري) لإسرائيل من خلال تصريحات جوفاء إنتخابية مثل نقل السفارة الامريكية الى القدس أو رفض المعاهدة الغربية الإيرانية أو زيادة الدعم المالي للدولة العبرية وما الى ذلك... في الحقيقة كل تلك البالونات هي فقاعات وقتية لم يقلها المرشح من الحزبين, وإنما قال سأبحث فيها أو أتعاطف معها باعتبار أن الرئيس الأمريكي لا يملك كل خيوط القرار كما نعلم... ولكن أين يكمن كل مقصد الإعلام السعودي من تلك الفبركات..؟ بيت القصيد هو التقليل من الاحترام الغربي لإيران وقدرتها, في محاولة إظهار الاتفاق بأنه وهمي وضعيف في الوقت الذي يعطي القدرة والقوة لإسرائيل في اعتبارها مفتاح الوصول الى البيت الابيض.
إنه إعلام يبدو ذكي كما يبدو ذلك المشعوذ في علاج المرضى...... ولكنه في الواقع يعيد نفس النغمات التي أكل الدهر عليها وشرب, وكأنه يعيش في حقب الحرب الباردة التي كان لتلك النغمة من آذان.. أنني أشفق على هكذا مؤسسة أن تظهر بهذا الضعف من نسيان التأريخ والجغرافيا....
https://telegram.me/buratha