المقالات

نشطاء الفيس بوك .. جعجعة بلا طحين

1130 21:21:03 2016-03-23

المدونون المؤثرون في العراق لهم قدرة فائقة على صناعة رأي عام خلال دقائق معدودة على الفيس بوك ؛ بمجرد أن يكتب أحدهم عن قضية ما ستجدها تنتشر كالنار في الهشيم ؛ لكنهم للاسف يتركون لب القضايا وينشغلون بقضايا سطحية لاتمت لمعاناة الشعب العراقي بصلة ؛إنهم منشغلون بالنستلة ! انهم لايتحملون مسؤولياتهم فهم يجاملون ويحترمون من يمتلك القوة وأساليب الدمار والقتل ويهاجمون ويعتدون على من يفتقد لتلك الأساليب القذرة !

في الجمعة الماضية تعرضت العوائل العراقية الى معاناة شديدة أشبه بمعاناة جسر بزيبز بسبب الاعتصامات والاجراءات الامنية التي رافقتها والأوامر العسكرية بقطع الطرق المؤدية الى بغداد ؛ الاف العوائل بقيت عالقة داخل سياراتها في العراء مع الجو المغبر بإنتظار ساعة الفرج التي لم تأت الابعد أكثر من إثنتي عشرة ساعة ؛لقد كنت مدعوا لمقابلة تلفزيونية في إحدى القنوات الفضائية العراقية وصلت اليها بشق الأنفس بعد ان ترجلت مئات الأمتار وركبت عشرات الكيات ماكنت لأصل الى الموعد المتفق عليه لولا خروجي قبل ثلاث ساعات قبل بدء الموعد ؛ كل هذا يحدث والمدون العراقي النشط لم يسلط الضوء على هذه المعاناة ؛

يلعب المدونون دورا لايقل تأثيرا عن دور حكومة الظل ؛ كما ان أحدهم حين ينشر خبرا نجد ان الحكومة تتفاعل معه ؛ تتخذ قرارا بشأنه تارة وتنفيه تارة أخرى ؛ انهم قادرون على ايصال صوتهم ؛ أحدهم إدعى بانه محرك التظاهرات وموقد شرارتها الأولى وهذا جيد وهو اعتراف بالقدرة على تحريك الجماهير وكسب التأييد الواسع لكل قضية يريد طرحها المدون ؛ لكن لماذا السكوت ؟ أين أنتم من الأحداث التي عصفت بالعراق ؟ لماذا تتحالفون مع السياسيين ؟ لماذا يسيل لعابكم على دعوات هذا السياسي الطائفي وذاك السياسي الفاسد ؟
شهرة أغلب المدونين لم تأت نتيجة لفكر أو عبقرية أو براءة إختراع أو إنجازات قدمت خدمة للبشرية بل جاءت بسبب إطلالاتهم المتكررة على القنوات الفضائية وغالبيتهم يعملون كمقدمي برامج تلفزيونية والناس تعتبرهم كالمعصومين من الخطأ وتتابع منشوراتهم وتصدق كل ماينشروه ومايكتبوه ؛ أما شهرة المدونات فصورة واحدة " خلاعية " كافية لجمع الاف التعليقات والمشاركات ! 

هنالك الكثير من المفكرين الصالحين لقيادة البلد يطرحون أفكارهم ايضا على الفيس بوك لكن هذه الأفكار المحترمة لم تحصل على الشهرة ولم تحصل على " مشاركة " واحدة أو " لايك " واحد وتبقى طي الكتمان !  إذا أردت أن تعرف حقيقة ماكان يفعله المدون فانتظر طرده من الوسيلة الاعلامية التي كان يعمل بها حينها سيصب جام غضبه على العاملين معه ويتهمهم بابشع الاتهامات ويتناسى بانه كان جزءا من المنظومة التي ادارت تلك الوسيلة ؛ 

المضحك إن المدونين يسخرون من بعض السياسيين ويتهمونهم بأبشع الإتهامات من خلال الكتابة في الفيس ونرى في اليوم الثاني ان هذا المدون الساخر والشاتم يجري لقاءً تلفزيونيا مع ضيفه ذلك السياسي الذي شتمه بالأمس ؛ لكنه أثناء اللقاء يمتدح ضيفه ويحترمه أشد الإحترام وعلى بعد خطوة واحدة من تقبيل يده ؛ وبعد البث المباشر يقوم بتمرير فايل التعيين له أو لأحد أفراد عائلته للسيد المسؤول ؛ ومن ثم تبدأ العلاقة الودية المباركة ! 
أين يلتجئ المواطن العراقي المستقل حين يشعر إن الجميع يغردوا خارج سرب معاناته .
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك