الشيعة والظلم مفهومان متلازمان، فكلما ذكرت الشيعة استدعت اذهاننا، مختلف الوان الظلم الذي مورس بحق هذه الطائفة من قتل وتشريد وتهجير وتعذيب وسجن، وحينما نستحضر الظلم تكون الشيعة حاضرة معه، كمشهد مليئ بالعذابات.
الظلامة قصة ابطالها ال الرسول وأتباعهم، توالت هذه الظلامات، على الأئمة عليهم السلام، ثم انتقلت الى حواريهم، بعد أن انتهى عصر النص، بأحتجاج الهي، على سلوك الأمة،فأخفى عنها امامها، الذي هو سراجها ومنارها.
خلال العقود الثلاثة الماضية مرت الساحة المحلية واقليمة والدولية بتحولات كبيرة، افرزت سلوك دولي جديد في التعاطي مع الاحداث، ادى الى اعادة النظر في كل الرؤى والايدلوجيا المتحكمة في ادارة العالم؛ ولعل التطور المذهل والهائج في التكنلوجيا لاسيما تكنلوجيا المعلومات واحدة من اهم اسباب التي ادت الى نقد اصول التحكم الدولي في مصير عالم اليوم، وباتت تبحث عن اصول وأسس جديدة دارة العالم، ربما جلها يقوم على اللامنطق، كنظرية الفوضى الخقة.
الدول الاسلامية والعربية كعادتها، متخلفة عن الركب الدولي، بملايين السنوات الضوئية، تعيش سبات اهل الكهف، فهي راقدة، حتى يأذن الله سبحانه وتعالى باليقظة،"تحسبهم ايقاظا وهم رقود.
العراق وكما هو عليه دائما وابدا، كان هو نقطة انطقة نحو ال استقرار، فبدأت القصة بإحتلال الكويت وإنتهت بإحتلال العراق، على يد الولايات المتحدة امريكية وأخواتها. معلنة بداية رواية جديدة، لازالت أختامها في رحم الغيب.
في ظل الواقع المركب الجديد، كان لابد للمرجعية من دور في هذا اطار، خصوصا ان فئات كبيرة من المجتمع وكيانات حزبية وتيارات شعبية لجأت اليها، تطلب التدخل وبيان المخرج الشرعي، والرؤية المرجعية للتخلص والنفاد من هذه ازمة.
ارتكزت المرجعية في تعاملها مع تنامي الأحداث الجديدة على النص الشرعي الذي يمثل الاسلام الذي لايمكن التنازل عنه،أما الامر اخر الذي ارتكزت المرجعية عليه، فهوالواقع الذي فرض نفسه بقوة على الساحة العراقية.
من الناحية الشرعية وصفت المرجعية الدينية القوات الغازية بأنها قوات احتلال وبالتالي حرمت كل انواع التعاطي معها،حتى العمل بمقابل اوبأجر يومي، وهي بذلك سلبت التدخل الدولي الشرعيه الدينية، وبالتالي اصبحت القوات الغازية مرمى لكل من يبحث عن الجهاد في سبيل الله، هذا الامر اعاد الحسابات لدى قوات الاحتلال مجتمعة بقيادة امريكا، وتأكد لها انها باتت فريسة حكم شرعي يستبيح دماءهم طالما تواجدوا على هذه ارض.
الامر اخر هو واقع احتل الذي فرض نفسه على العراق، اذ كان على المرجعية ان تبين رؤيتها تجاه مايحصل، خصوصا ان غالبية الشعب العراق، ينتظر بشغف دلو المرجعية في مايحصل، وربما الكثير منهم ينظر الى ماتقوله المرجعية من نافذتين فقط، اولى الحلال والثانية الحرام، ولاتوجد حالة برزخية بين ذلك.
ممالاشك فيه ان مواجهة اميركا وقوات التحالف عسكريا امرا مستحيلا، فكان لابد للخلاص من منفذ اخر،
الثقافة القانونية العالية للسيد السيستاني والذوق الدستوري المتفرد لسماحته، مكنه من أن يرسم دائرة قانونية للاحتلال لاتسمح لهم بالخروج منها ابدا؛ لكونهم الزموا بها انفسهم، وتحت قاعدة الزموهم بما الزموا به انفسهم، تمكن السيد السيد حفظه الله من استلاب السلطة من قوات احتلال، وتسليمها للشعب ليرى ويختار من يتحكمون به. وبالتالي تكون راية السيادة بيد ابناء الوطن.
الثقافة القانونية العالية والتخصص الشرعي العاليين مكنا سماحة المرجع من خلاص امة من براثن احتلال، ورسم معالم نظرية حكم تكون السيادة فيه للشعب. من نعم الله على الشعب العراقي ان حباه بائمة واولياء والصالحين.
https://telegram.me/buratha