المقالات

مرجعية الواقع

1245 15:58:14 2016-03-19

الشيعة والظلم مفهومان متلازمان، فكلما ذكرت الشيعة استدعت اذهاننا، مختلف الوان الظلم الذي مورس بحق هذه الطائفة من قتل وتشريد وتهجير وتعذيب وسجن، وحينما نستحضر الظلم تكون الشيعة حاضرة معه، كمشهد مليئ بالعذابات.

الظلامة قصة ابطالها ال الرسول وأتباعهم، توالت هذه الظلامات، على الأئمة عليهم السلام، ثم انتقلت الى حواريهم، بعد أن انتهى عصر النص، بأحتجاج الهي، على سلوك الأمة،فأخفى عنها امامها، الذي هو سراجها ومنارها.

خلال العقود الثلاثة الماضية مرت الساحة المحلية واقليمة والدولية بتحولات كبيرة، افرزت سلوك دولي جديد في التعاطي مع الاحداث، ادى الى اعادة النظر في كل الرؤى والايدلوجيا المتحكمة في ادارة العالم؛ ولعل التطور المذهل والهائج في التكنلوجيا لاسيما تكنلوجيا المعلومات واحدة من اهم اسباب التي ادت الى نقد اصول التحكم الدولي في مصير عالم اليوم، وباتت تبحث عن اصول وأسس جديدة دارة العالم، ربما جلها يقوم على اللامنطق، كنظرية الفوضى الخقة.

الدول الاسلامية والعربية كعادتها، متخلفة عن الركب الدولي، بملايين السنوات الضوئية، تعيش سبات اهل الكهف، فهي راقدة، حتى يأذن الله سبحانه وتعالى باليقظة،"تحسبهم ايقاظا وهم رقود.

العراق وكما هو عليه دائما وابدا، كان هو نقطة انطقة نحو ال استقرار، فبدأت القصة بإحتلال الكويت وإنتهت بإحتلال العراق، على يد الولايات المتحدة امريكية وأخواتها. معلنة بداية رواية جديدة، لازالت أختامها في رحم الغيب.

في ظل الواقع المركب الجديد، كان لابد للمرجعية من دور في هذا اطار، خصوصا ان فئات كبيرة من المجتمع وكيانات حزبية وتيارات شعبية لجأت اليها، تطلب التدخل وبيان المخرج الشرعي، والرؤية المرجعية للتخلص والنفاد من هذه ازمة.

ارتكزت المرجعية في تعاملها مع تنامي الأحداث الجديدة على النص الشرعي الذي يمثل الاسلام الذي لايمكن التنازل عنه،أما الامر اخر الذي ارتكزت المرجعية عليه، فهوالواقع الذي فرض نفسه بقوة على الساحة العراقية.

من الناحية الشرعية وصفت المرجعية الدينية القوات الغازية بأنها قوات احتلال وبالتالي حرمت كل انواع التعاطي معها،حتى العمل بمقابل اوبأجر يومي، وهي بذلك سلبت التدخل الدولي الشرعيه الدينية، وبالتالي اصبحت القوات الغازية مرمى لكل من يبحث عن الجهاد في سبيل الله، هذا الامر اعاد الحسابات لدى قوات الاحتلال مجتمعة بقيادة امريكا، وتأكد لها انها باتت فريسة حكم شرعي يستبيح دماءهم طالما تواجدوا على هذه ارض.

الامر اخر هو واقع احتل الذي فرض نفسه على العراق، اذ كان على المرجعية ان تبين رؤيتها تجاه مايحصل، خصوصا ان غالبية الشعب العراق، ينتظر بشغف دلو المرجعية في مايحصل، وربما الكثير منهم ينظر الى ماتقوله المرجعية من نافذتين فقط، اولى الحلال والثانية الحرام، ولاتوجد حالة برزخية بين ذلك.

ممالاشك فيه ان مواجهة اميركا وقوات التحالف عسكريا امرا مستحيلا، فكان لابد للخلاص من منفذ اخر، 

الثقافة القانونية العالية للسيد السيستاني والذوق الدستوري المتفرد لسماحته، مكنه من أن يرسم دائرة قانونية للاحتلال لاتسمح لهم بالخروج منها ابدا؛ لكونهم الزموا بها انفسهم، وتحت قاعدة الزموهم بما الزموا به انفسهم، تمكن السيد السيد حفظه الله من استلاب السلطة من قوات احتلال، وتسليمها للشعب ليرى ويختار من يتحكمون به. وبالتالي تكون راية السيادة بيد ابناء الوطن.

الثقافة القانونية العالية والتخصص الشرعي العاليين مكنا سماحة المرجع من خلاص امة من براثن احتلال، ورسم معالم نظرية حكم تكون السيادة فيه للشعب. من نعم الله على الشعب العراقي ان حباه بائمة واولياء والصالحين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك