انطلقت معركة تحرير الموصل وبدأت القوات بالتحشد والتجمع والوقوف على خط الشروع لتعلن بداية المعركة لتحرير الموصل وإعادتها الى أحضان الوطن الذي تشظى وصار نصفه دويلات و ولايات (لا إسلامية ) يحكمه اًناس قلوبهم كالحجارة بل هي أقسى واشد , المعركة المرتقبة من عيون اَناس اغرورقت بدموع الفرح لقرب عودتهم الى ديارهم وتركهم خيم البؤس والجوع والبرد التي امتدت على طول الطريق الرابط مابين الموصل واربيل خيم لم تقيهم لا من حر الصيف ولا من برد الشتاء .
المعركة المرتقبة التي سوف تنتج عن خروج (داعش ) من مدينة الموصل بكل الإثمان فلا مجال لبقاء (داعش) مهما طالت المعركة ومهما قدمت القوات من خسائر والشعار المرفوع هناك على مقربة من ميدان القتال هو ( إما النصر وخروج داعش او استمرار المعركة الى اجل غير مسمى ) , وجميع المؤشرات تفيد بأن المعركة لن تكون طويلة الأمد كما يعتقد البعض لا بالعكس فهناك مؤشرات واقعية تفيد بان المعركة ستكون اقصر من معركة تحرير الانبار نتيجة لتوفر أسباب النصر في هذه المعركة سوء كانت هذه الأسباب اجتماعية من داخل المدينة مثل ترقب سكان مدينة الموصل القوات الأمنية بفارغ الصبر واستعدادهم لخوض معركة ضارية ضد ( داعش ) وارتفاع مستوى السخط الجماهيري ضد سياسة (داعش) الدموية اللاانسانية , وتوفر اسباب النصر العسكرية مثل توفر العدة والعدد للمقاتلين العراقيين وتوفر الدعم الجوي والمدفعي من قبل قوات التحالف أضف الى كل ذلك الروح المعنوية العالية التي ارتفعت لدى المقاتلين بعد النصر الذي تحقق في الانبار والعكس لدى مقاتلي ( داعش ) بسبب الانكسارات المتتالية سوء في الانبار وما حولها او صلاح الدين وما حولها .
ولكن صعوبة النظر الى الموضوع لا تكمن في المعركة وكيفية تحقيق النصر فقط وإنما تذهب أنظار المترقبين للمعركة الى ما سيحدث بعد (داعش) في الموصل في ظل أدارة غير كفوءه امنياً ,وسياسياً, وإداريا, فهل تستطيع القيادة الأمنية من مسك الأرض بصورة تختلف عما سبق فقد كانت القوات الأمنية ماسكة لأرض الموصل منذ عام 2004 وحدة عام 2014 والنتائج كانت كارثية , وإدارة المحافظة كانت على أسوء مايكون مما مهد لدخول (داعش) وتمدده خصوصاً وان المؤشرات كافة تشير الى أن (داعش) قد تحرك من الموصل باتجاه سوريا ومن ثم عاد الى الموصل وليس العكس كما يعتقد البعض اي ان (داعش) ولد وترعرع وتتطور في الموصل واقضيتها منذ زمن المقبور( ابو مصعب الزرقاوي) وحتى زمن (ابو بكر البغدادي) ومن ثم انتقل الى سوريا وعاد الى مدن العراق بعدة وعدد.
في ظل الإدارة الحالية للمدينة المتمثلة بمحافظين احدهما معزول ومتهم عرف بتورطه مع حزب البعث وتنظيم (داعش) إلا انه يمارس عمله بصورة جماهيرية ويقود تكتل مسلح ولديه معسكر ويحتفظ بشيء من القاعدة الجماهيرية والأخر رسمي تم تعيينه مؤخراً عرف بعدم نزاهته وعدم مصداقيته وهو مقيم في اربيل ليس له لا ناقه ولا جمل بما يحدث حالياً سوى انه متفرغ لصرف ونهب رواتب موظفي المحافظة , وسياسيين سئمت منهم جماهير الموصل ولا رغبة لدى الجماهير بعودتهم من جديد بعد النكبة التي كانوا هم من أهم أسبابها إضافة الى القيادات الامنية .
لن تكسر شوكة (داعش) اذا عاد الوضع على مكان عليه قبل حزيران 2014 , الموصل بحاجة الى تغير شامل وليس فقط تحرير ومعركة وعودة الفوضى والسراق والمتعاونين مع الإرهاب , الموصل بحاجة الى قيادات عسكرية امنية وسياسيه وإداريه قادرة على النهوض بالواقع المرير وانتشال المدينة ونفض غبار الدمار والحرب من على أكتاف الفقراء والمساكين وبغيره سيبقى حال الموصل أسوء من ما كان عليه قبل حزيران النكبة وستظل جيوب (داعش) وغيرها مفتوحة هنا وهناك .
https://telegram.me/buratha