ان المتابع للحراك الشعبي في البحرين والثورة التي انطلقت منذ 5 سنوات وأرقت نوم طغاة آل خليفة بسلميتها واتساع شعبيتها واستهتار حكام السعودية وال خليفة في ارسال قواتها الى البحرين وقمعت الاحتجاجات الشعبية التي جاءت نتيجة الظلم والاضطهاد لطائفة اكثرية في البلد وتعاني من التهميش طيلة العقود الماضية والمطالبة بالحقوق تجعل الحكام دائما في قلق متزايد ومتى ما اتخذ الحاكم قرار ارعن في قمع المطالبين وتتزايد شعبية الحراك عندما يكون سلمياً .
ان الحراك الشعبي في البحرين لم ياتِ من فراغ وانما جاء من اصول تاريخية شبيهة جدا بالوضع البحريني فلو رجعنا الى بداية الانحراف الكبير الذي شهدته الامة الاسلامية بعد شهادة الرسول الاعظم محمد (ص) وما كان موقف الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (ع) وما كان طبيعة المعارضة التي اتخذته في كشف مؤامرة المنافقين في تغيير مسيرة النظام الاسلامي.
حيث تميزت حركة الزهراء (ع) بالسلمية والاعلان الصريح للظلم الذي حل بهم وان لن تسكت عن المطالبة بحقها حتى شهادتها (عليها السلام) وهذا الموقف شبيه جدا بالثورة البحرينية التي اصبحت مأزق كبير للامريكيين والسعوديين الذين يعانون بالاصل من القدرة الكبيرة التي وصلتها الجمهورية الاسلامية الايرانية .
وان موقف ايران من سوريا ودعمه لنظام الاسد والتحولات الكبيرة التي جاءت لمصلحة النظام وقوى المقاومة الاسلامية جعلت حكام السعودية والخليج يشعرون بان الموقف الايراني اينما حل سيكون هو صاحب القرار والموقف والاعلان الايراني من الثورة في البحرين هو دعم الثورة الشعبية .
ومن جهة اخرى فأن النظام السعودي الذي شعر مؤخراً بانه اصطدم بجدار صعب العريكة في اليمن واندحار قوات تحالفه المشؤوم وخسران اذنابه في العراق جعلت النظام السعودي يفقد توازنه بعد صراعات خفية مع حكام قطر من جهة وحكام الامارات من جهة اخرى .
والغريب ان السعوديين الذي دعموا مرتزقة في سوريا من اجل تغيير نظام الاسد بحجة الربيع العربي وبالمقابل يقفون بكل قوة امام الثورة الشعبية في البحرين التي شهدت منذ بداية انطلاقها تحديد شعارتها وتلاحم شعبها ونخبها الثقافية ولم يعتمد قادة الثورة على تحالفات امريكية واوربية بل على شعبهم , ومايميزها اكثر ان قادتها في مقدمة الثوار ودخلوا السجون ولم يقفوا خلف الجدران .
https://telegram.me/buratha