المقالات

من كان منكم بلا خطيئة.. فليرم السياسة بحجر!

1416 01:48:33 2016-02-24

من السهل على أي مراقب، أن يؤكد أن معظم الاحتجاجات، التي سادت الساحة العراقية، كانت نتيجة لسوء الخدمات، والفساد وسوء الإدارة، وفشل الساسة، في تحقيق ما يحتاجه المواطن من أبسط متطلبات حياته وحقوقه. طبعا إن إستبعدنا منهم، من خرج لتسقيط خصومه السياسيين، أو الضغط على الحكومة لنيل مطالب ما؟!

لو إرتفعنا قليلا، لنحصل على صورة أشمل سنجد أننا لسنا بحاجة لمناقشة، إن كان هناك حاجة، لعملية مراجعة كبرى، وإصلاحات قد تكون قاسية، فهذا مما لا نقاشفيه.. لكننا سنجد أيضا، أن عملية المراجعة والإصلاحات، يجب أن تكون عميقة، وفي أسس العملية السياسية والمجتمع.
كلنا يعلم أن الدولة والحكومة، وأي مؤسسة مهما كانت بسيطة، عبارة عن منظومة، ومجموعة من الأفرادوالأليات، التي تحكم عملهم.. وأن فساد فرد واحد، حتى لو كان رأس المؤسسة، لايسبب بالضرورة فسادها كلها..لكن تعاون أفراد من المؤسسة، وسكوت أخرينولاأباليتهم، وانتفاع بعضهم من الفساد، حتى لو لم يشاركوا فيه، سيكون سببا أكيدا لفساد المؤسسة وسقوطها الحتمي.

مطالبتنا جميعا برحيل الفاسدين، ومحاسبتهم عن كل ما سرقوه، ومحاسبة الفاشلين ومن جاء بهم، يدفعنا لنتساءل.. هل عمل هؤلاء لوحدهم؟!ألم يكن لهم أعوان؟ أدوات وأذرع؟ ألا يجب أن نسألأنفسنا، إن كان لنا دور كمواطنين عاديين، دور في هذا الفساد؟
قد نجد من يبرر سكوت الأكثرية وصمتها،أنهالا تملك القوة أوالسلطة، لطرد هذه الشخصيات الفاسدة، بحجة أنهامحمية، فلما أعدناإنتخابهم مرة أخرى؟ وهل إنتقدنا أفعالهم علنا؟ أم كنا نكتفي بالدعاء عليهم سرا مثلا؟!

من يطالب بمحاسبة الفاسدين، يجب أن يكون غير فاسد، فهل نحن لسنا مفسدين في عملنا؟ ونؤديه كما يجب؟ الطبيب في مشفاه، والمهندس في مشروعه ومصنعه، والمعلم في مدرسته، والشرطي في واجبه، بل وحتى بائع الخضروات مع زبائنه؟
أعتقد أنكثيرامنا، لن يجد جوابا، إن سأل نفسه مثل هذه الأسئلة.. وربما سيكتفي بطأطأة رأسه والسكوت.
يروى أن السيد المسيح، عليه وعلى نبينا وأله أفضل الصلوات وأتمالتسليم، سمع ضجة وجمهورا يهلل، فسأل عن الخبر، فقيل له أن إمراة زانية يراد

أنترجم، والكل يتجمع ليشارك بعملية تطهيرها، فتقدم للجمهور، وقال لهم " من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بأول حجر".. تقول بعض الروايات انه لم يتبق أحد؟!

هل سمعتم بالحديث الشريف" أن... لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"؟ ماذا عن الحديث الذي يقول" لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر،أو لأسلطن عليكم شراركم"؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك