القطعات العسكرية تتجحفل إلى قاطع مخمور لحد هذه الساعة والمقر المسيطر في مخمور التي لا تبعد عن مركز مدينة الموصل سوى ساعة ونصف تقريباً يشهد تجمع للقطعات العسكرية الى جانب قوات البيشمركة الكوردية , ساعة الصفر باتت قريبة جداً ومن المحتمل انطلاق العملية العسكرية عن قريب والموقف العام جيد وحالة التأهب القصوى موجودة والحالة المعنوية للمقاتلين عالية كما ذكرت كل وسائل الإعلام المحلية والدولية وكما ذكر إخواننا المقاتلين هناك والعدة والعدد تساعد على خوض المعركة خصوصاً وان تنظيم الدولة اللااسلامية في حالة ذعر وانكسار بعد خروج ثلثي محافظة الانبار من سيطرته وانقلاب سكان الثلث الأخر عليه كما يحدث الامن في قضاء هيت مثلاً وهروب المنتمين الى هذه التنظيم هروباً جماعياً باتجاه سوريا ووجود ثورة داخلية في مدينة الموصل ضد التنظيم .
مع كل هذه المعطيات لن تكن عملية تحرير نينوى اصعب من تحرير الرمادي فأسس النصر جميعها متوفرة العدو في حالة دفاع وذعر وخوف , العدو منكسر وخارج من معركة خاسرة وأدمة الزخم بأيدي قواتنا الأمنية ,السلاح متوفر والغطاء الجوي له سطوته على العدو , التأييد الشعبي من داخل الأراضي المحتلة موجود ,أضف الى كل ذلك العدو محاصر من ثلاث محاور وهن محور الشمال ممتداً من سنجار و اربيل حتى مخمور ومحور الشرق كركوك ومخمور والمحور الجنوبي الشرقاط ومن ثم بيجي .
ماذا سيحدث بعد تحرير الموصل هل ستمسك القطعات العسكرية الأرض ونعود للمربع الأول عام 2006 و عام 2007 وستعود قطعاتنا بزف نعوش الشهداء على مدار ثمان سنوات اخرى ومن ثم نتفاجئ بداعش جديد ام ان هناك إستراتيجية اخرى هذه المرة ولو كانت هناك إستراتيجية اخرى أليس من المفترض تقديمها وعرضها ليس على الإعلام ولكن اقلها على المختصين بشان المعركة وبشان المدينة . ان القطعات العسكرية المتواجدة اليوم سوء في الانبار او مخمور هي نفس القطعات التي انسحبت ولم تقاتل في حزيران 2014 نعم يضاف لها عدد من الحشد الشعبي او العشائر لكن الجيش نفس الجيش والشرطة نفس الشرطة وحتى قطعات البيشمركة التي خسرت مئات القرى في حزيران 2014 هي نفسها اليوم حررت سنجار ومتواجدة على حدود الموصل وبمعنويات عالية .
إذن الاستراتيجة الجديدة يجب ان تتجاوز أخطاء الماضي خصوصاً وان لمدينة الموصل واقع خاص جداً يصعب مقارنته بواقع الانبار وصلاح الدين فنينوى عانت من قوات البيشمركة على مدار ثلاث عشر سنة وعانت من قطعات الجيش على مدار عشر سنوات وعانت من سياسة الحكومة مما جعلها أرضا خصبة للإرهاب ولتنظيم الدولة اللااسلامية الذي جعل منها محطة انطلاقه الأولى في زحفه البربري لا وفقه الله .
الإستراتيجية الجديدة للسيطرة على الموصل تكمن بعدة نقاط اولها : أبعاد قطعات البيشمركة بعد تحرير الموصل عن المركز ومنع إعادة فتح مقرات الأحزاب الكردية فيها ليس لأسباب طائفية او عنصرية بل لأسباب أمنية اجتماعية كون هذه المقرات كانت مقرات عنصرية تجري بها اعتقالات وتعذيب ولها واقع مرير في نفوس الموصليين وثانيا : إلغاء مجلس المحافظة لفترة زمنية غير محدد حتى عودة الأمن والاستقرار للمدينة وتعيين محافظ عسكري من أبناء مدينة الموصل معروف بنزاهته وولائه للمحافظة ومحنك عسكرياً وسيجد قبولاً واسعاً كون مدينة الموصل ذات أغلبية عسكرية ممن خدموا في الجيش السابق ثالثاً : تعيين قادة عسكريين اكفاء ووجوه جديدة على الساحة الامنية ولا داعي لإعادة تدوير الوجوه القديمة رابعاً : تكون الخدمة للقطعات العسكرية في مدينة الموصل لا تتجاوز السنتين حيث يتم نقل القطعات بعدها الى المحافظات الاخرى واستبدالهم بقطعات اخرى للقضاء على الفساد المالي والأخلاقي والقضاء على تعايش العسكر بالمجتمع وبناء العلاقات المشبوه التي تؤدي الى الاختراقات الأمنية وغيرها من الإشكاليات .خامساً : وهي النقطة الأهم بناء جهاز شرطة وامن داخلي على مستوى عالي حتى وان اضطر الدولة الى جلب جهاز شرطة من محافظة اخرى ولو لفترة من الزمن مثلاً نقل جزء من جهاز شرطة محافظه كربلاء الذي اثبت جدارته على مدار السنوات الماضية وتطعيمه بجهاز الشرطة المحلية في المدينة للقضاء ايضا على الفساد والرشوى والاختراق الامني الذي كان منتشر بصورة كبيرة بالمدينة قبل حزيران 2014 . سادساً : القضاء لم يتم اصلاحه الا باصلاح القضاء في مركز الدولة اي في بغداد حالما تم أصلاح الجهاز القضائي المركزي في بغداد تلقائياً سيتم أصلاح القضاء في كل محافظات العراق .
https://telegram.me/buratha