يدور هذه الايام موضوع, يبدو انه اخذ صدىً واسع من الجدل والنقاش وصار يتصدر العناوين الاولى في مواقع التواصل الاجتماعي.
الموضوع هو حديث الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة عن الواقع العراقي وحقيقة الازمة التي يمر بها العراق اضافة الى حالة التقشف وقلة الانفاق الحكومي الذي انعكس سلبا على توفير السيولة في البلد وبالتالي ضعف القدرة الشرائية للمواطن العراقي, وقد تندر العراقيون بكلمة اطلقها الصغير وهي قضية النستلة وصارت موضوع لحديثهم.
كلام الرجل يحتاج لمن يلقي السمع وهو شهيد كثيرا من التدقيق لكي لا نقع في المحذور.
اولا لغرض تحليل كلامه يجب الاطلاع على كامل الخطبة لا ان يتم الاطلاع على فيديو مقطع لدقائق ياتي به هذا او ذاك او ياتي به فلاح الفضلي وفضائيته.
ثانيا يجب ملاحظة كل الكلام جملة واحدة وعرضه على الواقع وهل هو كلام منطقي أم لا؟
الشيخ الصغير تحدث عن حقيقة الأزمة وان الظرف الذي يمر به العراق ظرف صعب وقد بيّن جزء مما اطلع عليه لقربه من الواقع الحقيقي لادارة البلد فالرجل ورغم انه اكد على ان الظرف لن يصل الى ما وصل اليه العراق ايام التسعينات في ظل الحصار لكن اشار اشارات حقيقة وواقعية لما مر به العراق في تلك الفترة والتي عشناها بكل تفاصيل المها ومن ينكرها فليس ذو لب سليم.
ثم شرح خطوات عملية لغرض التصدي للواقع القادم فاشار الى الاقتصار الامور الضرورية والاعتماد على ما يقوت الحياة دون الصرف على الاشياء التي يمكن ان يُستغنى عنها وضرب هنا مثلا النستله وهي من الواقع الذي يعيشها فكثير من العوائل البغدادية تصرف كثيرا على النساتل والكاكاو والحلويات الامر الذي قد يطون مستغربا في اماكن اخرى, واعتقد ان هذه رؤيا متطابقة مع ما دعت اليه المرجعية وعن طريق وكيلها الشيخ الكربلائي في خطبة الجمعة لالتزام التوفير وترك الصرف على غير الضروري.
الاعلام المعادي والبعثي وخواء بعض العقول جعل من هذه القضية قضية رأي عام ومن يتتبع هذه الحمله يجدها ممنهجة ومدفوعه فلو لاحظنا الامر تبدر بعض الاسئلة في اذهاننا: هل من المعقول ان النستلة صارت موضوعا مهما ويفوق اهمية الحديث عن تسريح 30 بالمائة من الحشد وابعاد قادته؟! وهل هو اهم من رفض الكتل السنية لدخول الحشد الى الموصل؟! وهل هو اهم استقطاع 3 بالمائة من رواتب الموظفين؟! وهل هو اهم من الضرائب التي فرضت في القطاع الصحي؟! وهل هو اهم من عوائل الشهداء وضحايا سبايكر؟!.
ان الاعلام الاعور يغض الطرف عن جهاد ال الصغير وقيدة الشيخ لاوائل الفصائل التي قاومت داعش وهي تشكيلات انصار العقيدة ويقوم بتضخيم قضية جاءت من باب النصح ولكن ان من قومي لا يحبون الناصحين.
https://telegram.me/buratha