ان من النعم التي من الله بها على العراق هو التنوع الديني والمذهبي والقومي الذي حبه بها ضمن اطار البلد الواحد ارضاً وسماءً وساهم الجميع عبر التاريخ في تشييد حضاراته المتعاقبة ( السومرية والاكدية والبابلية والاشورية والاسلامية الشريفة التي زخرت كلها بالعطاء الحضاري الغزير ) وحمايته والدفاع عن سيادته ، وهذا الاندماج الاجتماعي هو السمة المتميزة لهذا الشعب وكما هي شعوب المنطقة رغم مروره بحكام وحكومات متعاقبة لم تعطيه حقه واستغلال بعض مكون للهيمنة على بقية المكونات . والمجتمعات تقاس قوتها بمدى تحقيق التنمية فيها ، فالركود والكساد والبطالة أمراض الشيخوخة تنبأ عن نضب الحركة في المجتمع وشيوع الفساد في أركانه وضعف الأمل بين شبابها، ومن ثم تكثر الانحرافات وبزوغ حالات اليأس والاحباط وينتشرالفساد ، وهذا أمر ينافي مع ما جاء به الإسلام الحنيف والقيم الانسانية الحقة من قوة وعزة ومنعة.
ان مكافحة الفساد المادي والمعنوي والذي يمثل الحاجز الرئيسي في اعاقة جهود التنمية الشاملة ويؤدي إلى إهدار الطاقات المتاحة ، ومع الاهتمام المتزايد الذي شهده الشارع من خلال حراكه لمكافحة الفساد يستوجب
من اجل دحركل هذه المؤامرات وغلق الابواب بوجه كل المتأمرين في الداخل والخارج وتهيئة المناخ الاجتماعي والفكري والثقافي والسياسي لترسيخ وحدة ابناء الشعب العراقي بكافة اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم وتحقيق التعايش السلمي بين كافة مكوناته علينا العمل لدعم جهود مقاتلينا الابطال في القوات المسلحة من الجيش بكافة صنوفها والشرطة ومجاهدي الحشد الشعبي الغيارى والمتطوعين من ابناء العشائر الكريمة ومقاتلي البيشمركة الشجعان في جهادهم المقدس ضد عصابات داعش الارهابية ومن يساندها ويقف ورائها والتي تستهدف الشعب العراقي بكل اطيافه وارتكبت ولازالت ابشع الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب والبعيدة كل البعد عن القيم الدينية والانسانية والحضارية والتي تمثل عمق المؤامرة ضد الاسلام ومبادئه الانسانية وقيمه السامية في المنطقة والعالم.
لذلك كله ولاجل العمل الجاد والمخلص لبناء الدولة وازالة كل العقبات التي تعيق جهود المخلصين من ابناء الشعب لتحقيق الامن والسلم والعدالة الاجتماعية ودولة القانون والمؤسسات فلابد من تضافر الجهود ولتكن البداية من الحكومة بالتنفيذ ومجلس النواب بالتشريع والسلطة القضائية بالتطبيق والهيئات المستقلة والمنظمات المدنية للتوعية في دعم مكافحة الارهاب والعمل على دحره واقتلاع جذوره من جميع ارجاء اراضيه وحماية النسيج المجتمعي وصيانته من ان تنخر فيه افة التطرف والكراهية ومن ثم التنازع والصراع والتجاذبات الطائفية والعرقية ،
الوطنية تعنى حب الوطن بسبب طول الانتماء إليه، وأنها تختلف عن القومية بما تعنيه من حب للأمة بسبب ترابط أفرادها ببعضهم البعض، بسبب الاعتقاد، أو وحدة الأصل، أو الاشتراك باللغة والتاريخ والتماثل في ذكريات الماضي، لكن هناك توافق بين الوطنية والقومية على اعتبار أن حب الوطن يتضمن حب الأرض والوطن، وأن الوطنية تنطبق على القومية بشرط أن يكون الوطن هو مجموع الأراضي التي تعيش عليها الأمة وتدير سياستها الدولة،
ولاشك ان زوال نظام حزب البعث الذي كان من اقسى الانظمة التي اباحت مكوناته دون اسثناء ، اعطى للشعب العراقي فرصة تاريخية جديدة لاعادة بناء ذاته ومقوماته ومؤسساته و استثمار ثرواته على اساس دستوري وقانوني كي يحقق للعراقيين جميعا فرصة العيش الكريم في عراق موحد ، واصلاح الشرخ الذي احدثه النظام البائد والعودة الى الوحدة الوطنية الحقيقية التي تعني ان يتحمل الجميع اعباء بناء البلد ومواجهة المخاطر التي تهدد سلامته ، وان يساهم الجميع في انجاح الخطط والبرامج والمشاريع التي تحقق الامن واستقرار العراق واعماره في الوقت الذي يجب ان ينعم الجميع في خيراته وثرواته على اساس العدالة والحقوق التي كفلها الدستور العراقي.
كما المهمة الكبيرة الملقاة على عاتق الجميع هي تحشيد الطاقات والامكانيات لمواصلة الانتصارات الباهرة التي يحقق المجاهدون الابطال في طرد داعش من المدن والقصبات و يتطلب توحيد الموقف السياسي والخطاب الاعلامي والجهد الاجتماعي لكسب المزيد من الدعم الجماهيري الداخلي والدولي والاقليمي للعراق في حربه ضد الارهاب وتجنب الخطاب السياسي الانفعالي والطائفي والذي يؤجج الخلافات ويزرع الشك والياس والاحباط لدى المجتمع ويضعف حجم التاييد الدولي الذي يحظى به العراق اليوم ومن اهم الخيارات الحالية هي التعاون بكل تفاني واخلاص للوقوف في مواجهة الازمة المالية والتي تعصف بالبلاد نتيجة انخفاض اسعار النفط تحتاج الى تعاون الجميع لدعم الخطوات التي تتخذها الحكومة بخبرات مؤهلة والبرلمان لمعالجة هذه
https://telegram.me/buratha