تدليس الحقائق، و الحوادث السياسية أثناء النقل جريمة بحق التاريخ، فالتدليس تزوير للوقائع التاريخية، فحوادث اليوم تاريخ الغد، و في التجربة الأسلامية أنتج التدليس و التزوير مسخ يدعى الغلو، كتسمية أسلامية كلاسيكية، و مسخ يدعى التطرف كتسمية سياسية أسلامية معاصرة.
التطرف الأسلامي لم يكن وليد اللحضة، و لا نتيجة لسياسة دولية، أوجدته لتحقيق مصالحها كما يدعي انصار نظرية المؤامرة، نعم قد يكون لتلك السياسات دور في بلورته و في بعض تحركاته و تكتيكاته، ألا أن ذلك لا يعني أنها قد أوجدته.
أول تجربة عملية في تدليس الواقع- و التي تعني حين يصبح الواقع المدلس ماض، تزويرا للتاريخ- كانت التجربه الأمويه التي سخرت كل وسائل الأعلام في ذلك الوقت لدعم السلطة، و من أهم تلك الوسائل في ذلك العصر منابر السوء، و القوافل التجارية، و بعض الدواوين..
تحولت تلك البروباكاندا (Propaganda) الى حقائق تاريخية مسلم بها، تدرس في العديد من المناهج التعليمية في البلدان الأسلامية، لتمتزج تلك المخلفات و الرواسب التاريخيه بالثورة المعلوماتية، و خصوصا في مجال وسائل التواصل الأجتماعي ثم تتفاعل مع التحولات السياسية ضمن أطار الحرب البارده الثانية، و التي نعيش أحداثها في أيامنا هذه ( و لكن هي حرب ساخنة في بعض البقع الجيوسياسية).
كل تلك التفاعلات ولدت أجيال متطورة من التطرف الممنهج، والذي تحول الى كرة ثلج معلومة من حيث المنطلق، و مجهوله من حيث المستقر، تتدحرج راسمة حدود جيوطائفية جديدة، خارجة عن سيطرة اللاعبين الكبار، مؤديتا الى ضياع فرص النهوض المستقبلية.
https://telegram.me/buratha