من أنتم؟ ومن تظنون أنفسكم؟ أم من تحسبونها؟ ويلكم.. بمن تهزأون؟ أبالعراق؟ أم بشعب الرافدين؟.. أين أنتم من سومر، وآشور، وأكد؟ أين أنتم من علي والحسين( عليهما السلام).
يا من مارستم الخيانة، وأمتطيتم الديانة.. فكان أحدكم خطيباً ماهراً، وشيطاناً ماكراً، شردكم الله في البلاد؛ فتعاطف الخلق معكم.. وفضحكم على رؤوس الأشهاد، حين ملككم، إذ عدوتم في البلاد نهباً، وأذقتم العباد جوراً وظلماً.
ملكتم من السنين عشراً، وحكمتم البلاد دهراً، فما كان منكم، إلا إن أزكمتم الأنوف، بفسادكم المفضوح، وقطعتم أوصال البلاد، بخيانتكم الجلية، وارهقتم العباد، بحمقكم البادي، وغبائكم السادي، حتى إتخذتم من النجاح مذمة لكم، ومن الشرف عدوانا عليكم.
لقد خلا من الفخر تأريخكم، ومن العطاء حاضركم، كما سيخلوا من التمجيد مستقبلكم، وإياكم إياكم.. أن تحسبوا أنفسكم على الدعاة المناضلين الأبرار، الذين قضوا عند نضالهم للطاغوت البعثي الهدام، فإنما أولئك هم الرجال حقاً، وأنتم لستم بأشباههم حتى.. فسوف تلاحقكم لعناتهم، لما لحقتموه بهم، وبتراثهم من العار، لقد أجهضتم فرحتنا، بسقوط راس هرم النظام البعثي، بمحافظتكم على سنته في الفساد والجور، ورعايتكم لأيتامه، رغم أياديهم التي صبغتها دماء الشهداء، سوف لن تجدوا من يسامحكم، ولن تنعموا بطمأنينة في ضمائركم- إن كانت لكم ضمائر أصلاً- ولن تجدوا السلام في نفوسكم- المريضة أساساً- بما أقترفتموه من الجرائم بحق شعبكم ووطنكم.
أما آن لك يا قابيل أن تكف عن حسدك لهابيل؟ أما آن لك أن تغل يدك المبسوطة لقتله؟.. فنجاحه ليس بخطيئة، ونزاهته ليست بجرم، إنما الخطيئة بعجزك عن صيانة الأمانة، والجريمة بجرأتك على الله، وعلى المؤمنين الشرفاء.
أيا حزب قابيل- الدعوة- كفاكم نهباً، وحسبكم ما جلبتموه إلى البلاد من الدمار، وما أقترفتموه دنس وعار، ودعوا الشريف لشرفه، والعفيف لعفته، والوطني لوطنيته، وحسبكم أن تكونوا كما أنتم.. فكل إمرىء بما كسب رهين. على مدار سني حكم فحولكم، من فاقدي الفحولة، وفساد عهر رجالكم، من فاقدي الرجولة، حاربتم الصولاغ، رغم نجاحه، فقذفتموه بفعلكم، ونعتموه صفاتكم، ونحلتموه فسادكم، فأبى الشريف بأن يكون رديفكم، وأستعظم الأمر وأظهر زيفكم، صمتاً علا.. شرفاً سما.. زهداً رقى.. بلداً وقى.. ظمأ سقى.. وقد إرتقى.
رغم تناوشكم البغيض لتراثه، ومحاربتكم لنجاحه، إلا إنه تنزه عن الإنشغال بتفاهة الرد عليكم، وهدر وقته بالإستماع إليكم، ومضى لنيل مراتب الشرف، وكفاه فخراً، بأن يكون أمثالكم له خصماُ..!
https://telegram.me/buratha