المقالات

اسألوا كبير الفاسدين

1516 23:18:33 2016-02-03

تراكمت لدي الإنطباعات, كأحد أفراد الشعب العراقي, بعد إطلاعي, على ما جاء, في تقرير منظمة الشفافية العالمية, الذي جعل العراق, ضمن الدول العشر الأكثر فسادا في العالم, لعام 2015, تقرير بدا وكأنه, اخذ بنظر الإعتبار, مراعاة مشاعر العراقيين, لأننا أهل الدار, ونحن أدرى بالذي فيها, وجميعنا يعترف, ان لا يمكن, ان نقاس ببلد يسيطر عليه الفساد, فهناك من جعلنا, قبلة الفساد في العالم.

تأخذني الأفكار بعيدا, لإستذكر بعض اللمحات, من تأريخ الصين, بعد خروج الإحتلال البريطاني, حيث شخصية الزعيم, الذي حكم البلاد, بعد ان أصبحت مرتعا لمافيات العالم, وبؤرة للفساد, أنتظر ثلاثة أسابيع, بعد ان فاز بالإنتخابات, التي حصل فيها, على نصف أصوات الشعب, ليجعل من الصينين, أما مواطن يتمتع بكافة الحقوق, او مجرم مصيره القتل, فجمع في يوم واحد, وفي مكان عام, مئة ألف مجرم, ليقوم بإعدامهم, منذ ذلك الحدث المهول, أصبح هم المواطن الصيني, البيت والعمل, لتصل الصين, الى هذه المرتبة المتقدمة في العالم.

أستنسخت التجربة الصينية في العراق, بعد سقوط حقبة البعث, وكذلك كان لدينا زعيما, جعلنا ننتظر التقارير الدولية, كل يوم, لابهدف منافسة التطور الصناعي العالمي, او مواكبة الدول الإقليمية في المجال الزراعي, بل جعل من بلاد السومريين, الذين علموا الأخرين, الكتابة والقراءة, مقترن بالفساد اين ماذكر كان العراق في طليعة الدول, حتى أصبح كل مواطن, عندما يسافر الى اي مكان, ويقول انا عراقي, يقولها على مضض.

مالايختلف عليه إثنان, ان الفساد لايعد ولايحصى, ولاشك ان السير في طريق الإصلاح, ومحاسبة الفاسدين, مهمة صعبة, ولكنها ليست مستحيلة, فهناك من يعمل, على تعطيل هذا الملف, و يحاول ان يغض الطرف, ولكن عن اي جريمة, عن سقوط الموصل ومجزرة إسبايكر, ام عن السندات الوهية وعقود التسليح, ام عن الفضائين ومكتب القائد العام, الذي أصبح بورصة, لبيع الرتب العسكرية, التي بدورها, جعلت خطر داعش, على حدود بغداد.

مايقلق المواطن, هو المستقبل الإقتصادي المجهول, في ظل حكومة, تتعكز على الإستقطاعات, وفرض الضرائب, التي يدفع ثمنها الفقراء وذوي الدخل المحدود, ولاتشعرهم بأنها تمتلك القدرة, على إيجاد الحلول, فكيف للمواطن العراقي, ان يأتمن هذه الحكومة, التي بالرغم مما يعانية البلد, من إنهيار إقتصادي, لم تحرك ساكن, تجاه عشرات المليارات, التي لايعرف مصيرها, من ميزانية عام 2014.

في الختام, على القضاء وهيئة النزاهة, ومن يمتلك القرار, ان لايجعلوا من داعش, قميص عثمان, كلما طالبناهم برفع راية الإصلاح, ومحاسبة من أخذ بأيدينا الى الهاوية, لان البلد يحتضر, ولاشيء بعد الإحتضار سوى الموت, وليس بوسعنا, إنتظار مشروعكم الوطني القادم, وهو إكرام الميت دفنه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك