ليس في الأمر غرابة بل هو موضع فخر وإعتزاز أن يغضب المرءُ لقومه وينتفض لعرضه وتأخذه الحميّة على إضطهاد أهله وأبناء وطنه وتصعد في رأسه الغيرة والنخوة حتى يتطاير الشررُ من عينه ....خصوصا إذا كان في موقع المسؤولية السياسية أو الدينية ...بل هذه هي الرجولة التي يتميّز بها الرجل حتى يقال عنه غيور ... وهذا ماكنّا ولازلنا نتمنّاه من أولئك المسؤولين والبرلمانيين الذين وكّلهم الشعب بتمثيله ومتابعة حقوقه ، وكم كنّا نود رؤيتهم والعرقُ يتصبب من جباههم خجلاً من مئات الفتيات العراقيات التي تباع وتُشترى في اسواق النخاسة الداعشية ؟ ولآلاف العوائل المشرّدة التي لاتجد لها ولأطفالها مأوىً وظلّا تستظلّ به !
وكم كنّا نرجو رؤيتهم وسط ابناء جلدتهم النازحين وهم يحملون معهم هموم الهجرة ويخففوا عنهم ذلّ النزوح وترك الديار قسرا على أيدي دواعش الإرهاب الذين روّج لدخولهم بعض السياسيين ورجال الدين وأطلقوا عليهم تسمية الحراك السني تارة وإنتفاضة الأحرار تارة أخرى وصفقوا لهم وأوهموا أتباعهم بأنهم جاءوا لنصرتهم وحمايتهم من الروافض ؟ هؤلاء تركوهم بعد أن سُرقت الأموال التي خُصصت لإيوائهم في كرفانات ، وأخيرا لاكرفانات ولا مطالبة بتدويل قضيتهم مثلما يطالبوا اليوم بتدويل قضية السنّة العرب في ديالى وتناسوا ضحايا ثلاث محافظات سنيّة لأن الفاعل داعش العربية الإسلامية ! لم نطلب منهم ولو كان يسعدنا أن نراهم في بيوت الأمهات العراقيات اللاتي فُجعن بابنائهن في مجزرة سبايكر سيئة الصيت واقول سيئة الصيت لأنها حدثت على ارضهم ونفّذها مجرمون (عراقيون من عشائرهم) وغيرها الكثير من المواقف..
.لم نطلب منهم ذلك ولكن كان الأولى بهم أن يقفوا هم وغيرهم وليس الأمر مقتصر على تحالف إتحاد القوى بل الجميع معنيّ بأمر معاناة العراقيين أينما حلّوا ولكن عنينا تحالف القوى بالتحديد لأنهم علّقوا عضويتهم في مجلس النواب والوزراء بسبب عدم تدويل أحداث المقدادية ...أقول كان الأولى بهم أن يتعاملوا مع الحوادث الأخرى بنفس القوة وأن تتحرك غيرتهم بنفس المقدار وإلا تكون هكذا غيرة منقوصة ، فليس بعيدا عنكم ماجرى في قضاء طوزخورماتو وماتعرّض له التركمان من قتل وتهجير وتفجير لمساجدهم وبيوتهم لم نسمع إدانة للفاعل لامن قريب ولا من بعيد بل وتخشون التعرض الى تحديد هوية الفاعل لأسباب ترتبط بمصالحكم! ماأود أن أصل إليه هو أولا وقبل كل شيء نقف جميعا حد اللعنة ضد المجرم والقاتل والطائفي من أي دين كان ومن أية طائفة ومن أية قومية نلعنهم جميعا إذا ما تسببوا لأي عراقي بإساءة صغيرة أو كبيرة ، ومانريد قوله لأعضاء اتحاد القوى نقول لهم... نشكر لكم غيرتكم على قومكم ولكنّها غيرة ناقصة ! فأطفال العراق أولى بأن تُدوّل قضيتهم ...كل أطفال العراق.. وسيقف كل الشرفاء معكم في هذا المطلب... ملايين الأطفال حُرموا من مدارسهم ولايحصلون على الغذاء والدواء بما يكفي ..أما قضية المقدادية هي واحدة من ألاعيبكم أنتم وبعض شركائكم في التحالف الشيعي والقضية إنتهت والجماعة صلّوا اليوم صلاة موحدة ! وانا متأكد ستبحثون جميعا لاأستثني أحدا منكم عن إثارة طائفية أخرى تُلهون بها شعبكم لينشغل عن ملاحقتكم...لعن الله الطائفيين جميعا .
صالح المحنّه
https://telegram.me/buratha