عندما نراجع تأريخ الشيعة, نجده حافل بتوالي شخصيات إستثنائية, على زعامة الطائفة, وماشهدته الأحداث لإكثر من ألف عام, ليس بالأمر اليسير على من تصدى انذاك, ولكن مايواجهه شيعة العراق اليوم, بزعامة السيد السيستاني, يختلف تماما عن ماسبق, لانهم يواجهون حرب إستئصال, بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.
الإعتدال الذي تميزت به مرجعية النجف, المتمثلة بالسيد السيستاني, بين جميع المكونات, لايدع مجالا للشك, أنها ممكن ان تتعامل بطائفية, كما هو حال غيرها, من مرجعيات الطوائف الأخرى, بسبب ماتتمتع به من شعور ابوي, يشمل جميع العراقيين, الذين لاتفرق بين مسلم ومسيحي, ولابين عربي او كردي منهم, هذه الحقيقة التي أقتنع بها العالم بأسره, إلآ أصحاب النفوس المريضة, من إخواننا العرب.
عندما دعى السيد السيستاني, لتشكيل الحشد, والذود عن الأرض والمقدسات, لم يكن هنالك تمييز في مادعى اليه, للدفاع عن مقدسات الشيعة دون السنة, بل كانت دعوته للدفاع عن ارض الوطن بعنونه الأعم, من قبل جميع أبناءه, وهو الذي أوصى وما زال, ان لاتقولوا أخوتنا السنة, بل قولوا أنفسنا.
ان من ينشأ في مدرسة علي والحسين, عليهما السلام, ويتربى على حب الآخر, يكون تعامله كما يتعامل السيد السيستاني, الذي لايفرق بين أبناء البلد الواحد مجسدا لدعوة علي, عليه السلام -ان لم يكن أخا لك في الدين, فنضير لك في الخلق- حيث اتجهت قوافل المساعدات, من مكتبه الى أبعد نقطة يقطن فيها النازحين, وجميعنا يعلم, ان نازحي الأنبار وتكريت والموصل, من اي طائفة, ومع ذلك لم تقف مرجعية الشيعة مكتوفة الأيدي.
في المقابل, عندما يكون المرء ممثلا للشيطان, لايجد حرجا, حين يسرق اموال النازحين, من ابناء جلدته, كما فعل بعض سياسي المنطقة الغربية, التي يسيطر عليها داعش, او متاجرة بعض من يدعي انتمائه للطائفة السنية, من دول الخليج وغيرها, بدماء البسطاء من سنة العراق, لغايات ومآرب ما أنزل الل.. بها من سلطان.
ما أثير مؤخرا, من حملة إعلامية, ضد الحشد الشعبي, ومحاولة لصق بعض التهم به, وجب علينا التأمل في دوافع وأهداف مايحدث, لأنها خطوة كان من المفترض ان تجدي نفعا, بعد الإنتصارات التي حققها الأبطال في تكريت, عندما أثيرت قصة الثلاجة والدجاجة, وغيرها من القصص, التي لاتنم إلا عن إنحطاط مدعيها, ولذلك عملوا على تجريد الحشد من الانتصارات, من خلال عدم المشاركة في تحرير الرمادي, ثم الانقضاض عليه, بما هو مختلق في المقدادية.
نحن لاندعي, ان من يمثل الحشد من صنف الملائكة, فهناك من له أهداف سياسية, وهناك من يحاول ركوب الموجة, وهو لاناقة له ولاجمل, كما يحدث في البصرة, وهناك من يمثل حشد الله المقدس, وهم الأكثرية قطعا, فلا يمكن ان تندثر وتنسى التضحيات, التي قدمها المخلصون, من أبناء هذا البلد.
لاشك ان هناك مخطط, تسعى لتطبيقة دول الخليج بدعم غربي, الهدف منه إضعاف الدولة العراقية, بشتى الوسائل, وعلى رأسها التقسيم, او إقامة الأقاليم, التي تعتبر مقدمة للتقسيم, في بلد مثل العراق, وماحدث في المقدادية, ليس بعيدا عن ما أشرنا إليه, بدليل ان ديالى تعرضت من قبل لابشع من هذه الهجمات, ولم نرى إنتفاضة لرئيس مجلس النواب, كماهو الحال اليوم.
في الختام, خالد بن احمد وزير خارجية البحرين, وبكل وقاحة, يدعو -السيستاني- ان يكون خطابه معتدلا, ويراعي حقوق السنة, بعد حادثة المقدادية, ونحن بدورنا نقول له, ان فاقد الشيء لايعطيه, ومهما ذكرنا من أسماء وكنى لك, فأنك حتما ستبقى نكرة, أمام كل حرف من اسم السيد السيستاني, فاين الثرى من الثريا, كان عليك ان تكرس إهتمامك, في كيفية إنقاص وزنك, خير من ان تقدم النصائح, لشخصية أذهلت عقول أسيادك بإعتدالها, وأختارها الل.. لقيادة هذه المرحلة الحرجة, في تأريخ العراق والعالم.
https://telegram.me/buratha