المقالات

فاقد الشيء لا يعطيه.. و فرس بلا فارس يمتطيه..!

1815 15:06:46 2016-01-17

بلد تغبطه الدنيا، وتربة تحسدها الأرضون، وشعب ليس كملثه شعب- ذاك الذي شغل الدنيا، بعشقه للشهادة، وحبه للحياة- وحضارة تضرب بجذورها إلى أقصى مديات التأريخ، ومستقبل ينبئ بسيادة العالم، وريادة الكون.ذلك هو العراق؛ الذي تنسم عبيره، ووطئ ثراه، وأرتوى من عذب ماءه، وإستظل بظلاله، أل بيت النبوة الأطهار، وأهل الصفوة من انبياء الرحمن( صلواته وسلامه عليهم أجمعين) والصالحين من عباده.

ذلك البلد، الذي لم يحض- يوماً- بحاكم منصف أو حَكَمُ عدل، ولم يتوفر- أبداً- على حكومة بمزايا الحاكمين، ما خلا حكومة العدل ، ومنهج البذل، حكومة لها من العمر أربعةً من السنين، إلا إنها ملأت الدهور دروساً وعبر، وألهمت الحاكمين عدالة وحكمة، وأثرت الخلائق أنسانية وقسطاً، فقد كانت أعدل حكومة على و جه البسيطة، تلك هي حكومة، وحاكمية، أمير المؤمنين قاطبةً، وسيد الموحدين منفرداً، ذاك هو علي بن أبي طالب(عليه السلام)، الذي تشرفت بلاد السواد، بحكومته التي لم تنجب لها الأيام مثيلاً.

لقد كان هذا الحاكم العادل، فاقداً لكثيرمن مزايا الحاكمين، سواءً الذين سبقوه- بعد إستشهاد نبي الأمة- أوالذين لحقوه- حتى يومنا هذا- فقد كان فاقداً لحب الرياسة، وكارهاً لزخرف الدنيا، وكان يفتقر إلى الشجاعة، فيما يتعلق بالسطو على حقوق الآخرين، فقد كان كثير الخوف، لدرجة أنه كان يرتعد كالسعفة في مهب الريح؛ عندما يقف بين يدي ربه.

لقد كان هذا الرجل العادل، فاقداً للبخل؛ فلم يبده، وفاقداً للظلم؛ فلم يفعله، وكارهاً للدنيا؛ فطلقها ثلاثاً، على العكس من جميع القادة، والحكام، والسياسيين- وخصوصاً سياسيوا اللحظة، وسارقوا الفرصة- وبما أنه كان فاقداً لكل ذلك؛ لم يعط شيئاً منه لأحد.

اليوم وقد أبتلي العراق، بحكومة يفتقر رجالها- إن صح إطلاق كلمة رجال على أكثرهم- إلى الشجاعة فلم يبدوها، وإلى الحكمة فلم يلجوها، والى النزاهة وما قاربوها.. حكومة، فقدت الأمان؛ فتحصنت في دمنة خضراء، وأدمنت الفساد؛ فذاع صيت فسادها، ورضيت بالذل؛ حتى هان أمرها، وتطاول عليها، من لم يكن في حسابات السياسة، ولا من أهل الطموح إلى الرياسة.

حكومة جاء بها الشرفاء، بعنوان التغيير، فلجأت إلى الإلتفاف، والتمييع، والتخدير، رغم حصولها على أكبر دعم، وأشرف زخم.
لم يتغير فيها شيء- مطلقاً- فقد أمن فيها السارق، وكوفئ فيها الخائن، وظيق فيها على الشرفاء، وتفشى الفقر، وإنتشر فيها المرض الوباء.
حكومة جاءت على غرار ما تشتهي سفن اللصوص، وشذاذ الآفاق.. نعم، فقد كانت عملية قرصنة، قد أُعد لها بخبث كبير، وإصرار على الفساد خطير، لقد عمل رموزها، على تبديل وجه الأفعى الرقطاء؛ التي نفثت سموم فساده- قصوراً وتقصيراً- في جميع مفاصل الدولة، وفئات المجتمع، ليكون في واجهتها الجديدة، رجل ضعيف، بقدرات متواضعة، وعقلية متخلفة- قياساً للموقع الذي هو فيه، والمنصب الذي يشغله- محاولة منها، للإلتفاف على مطالب الشرفاء في التغيير.

لقد تمكنت أموال السحت، وفلول الجبت، التي جاءت نتيجة لمارستها الفساد لثمان سنين خلت، من الإحتفاظ، بإمتيازاتها كاملة، غير منقوصة، من خلال شراء الذمم، وتثبيط الهمم، والإنتقلاب على عهودهم، ومواثيقهم، كسابق عهدهم.

لقد أضاعوا الأرض، وهتكوا العرض، وسرقوا الأموال، وأفقروا الأجيال؛ لأنهم كانوا قد فقدوا الشجاعة، والحكمة، والشرف، والأمانة، والأمان، والإيثار، والشعور بالمسؤولية.. ولأنهم كانوا فاقدين لكل ذلك، فلم يعطوا شيئاً منه لأحد.

رغماً من كل ذلك، فما زال العراق، فرساً أصيلاً، ينشد فارساً نبيلاً، يمتطي صهوته، كذاك الفارس الذي شهدت له السماء، بأن لاسيف إلا سيفه، ولا فتى إلا إياه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك