يبدو ان كل الوساطات والمساعي " الخيرة" بين الرئيس العبادي ورئيس الحكومة السابق نوري المالكي فشلت في تهدئة الجو المتوتر بين الرجلين وهو ماينعكس سلبا على مناخ الحزب وتنظيماته الداخلية واجواء الحكومة العراقية.
قبل عدة ايام جرت وساطة برعاية قيادي مهم في الحزب لكن الرجلين " العبادي والمالكي" لم يتفقا في الاجتماع على حل الخلافات المعقدة بينهما وذهب كل فريق الى مقره دون ان يتحقق شيء مما يأمله الحزب من تلك الوساطات المتكررة وما يامله كبير ومهم سواءا على مستوى البنية والتماسك والوحدة الداخلية ام على مستوى صلة الدعوة بالمشاركة السياسية في السلطة مع ان هنالك اتجاه في الدعوة بارز يلح على سلب العبادي رئاسة الوزراء وتسليمها الى اي احد من الكتل المنضوية في التحالف الوطني وهو كلام بدا يتردد على لسان المالكي نفسه من "ان الدعوة لم تعد راغبة في التمسك بمنصب رئاسة الوزراء وليات من ياتي لهذا الموقع السياسي في التحالف الوطني" شريطة سلب العبادي هذا الموقع الذي يشعر المالكي انه ليس من حق العبادي وليس الرجل بالمؤهلات التي تبقيه في الرئاسة العراقية" وهو كلام لم يعد المالكي يخفيه على ضيوفه من العراقيين والايرانيين والامريكيين وغيرهم هذه الايام!.
المعلومات الواردة من داخل الدعوة تقول ان المالكي يقاتل بيديه ورجليه من اجل ازاحة العبادي من رئاسة الحكومة ويتوسل بكل العناصر والاوراق والخيارات من اجل هذا الهدف بمافي ذلك الخيارات الايرانية والاخرى التي لها علاقة باعادة المياه الى مجاريها مع خصومه في المجلس الاعلى والتيار الصدري!.
للان لم يفلح الرجل في التوصل الى اقناع الاخرين بهدف ازاحة العبادي فالمجلس الاعلى ليس لديه نية باستبدال العبادي رغم تحفظاته الكبيرة عليه وعلى اصلاحاته وطريقة تعاطيه مع حصة المجلس في الهيئات المستقلة ويوميات السياسة العراقية ولدى المجلس الاعلى قناعة راسخة تقول ان العبادي الضعيف افضل مليون مرة من المالكي المراوغ اللئيم!.
طائفة مهمة في تنظيمات الحزب بدات تعلي الصوت بشان الخلاف الحالي بين العبادي والمالكي وتطالب بضرورة التهدئة من اجل حماية الدعوة من تحديات مهمة مقبلة وحماية الحكومة التي يراسها العبادي من جهة اخرى وهو شخصية مهمة في الدعوة " رئيس المكتب السياسي للحزب" ورئيس الوزراء وقد ناقش الحزب في اجتماع شورى الحزب قبل فترة ويناقش في مجمل اجتماعاته الافاق التي يمكن ان تفتحها ازمة معقدة بين المالكي والعبادي على مستوى الحزب والدولة لكن اتجاها في القيادة يقول ان استمرار الخلاف سيترك اثارا سلبية على وحدته الداخلية ويفتح الباب واسعا امام انشقاقات قادمة اذا بدات فانها ستاتي على كامل البنية التحتية للحزب وهو مايعني ان الرئيس المالكي سيفقد شرعية وجوده كامين عام له كما فقد شرعية الكلام عن مشروع " البنى التحتية" الذي كان عبارة عن ورقة واحدة قدمت تحت قبة البرلمان!.
لايبدو ان الرئيس السابق نوري المالكي لديه ولو ربع قناعة بضرورة التهدئة مع العبادي لان الاخير بنظره عدو لدود شق عصا الدولة والمستقبل الانتخابي لدولة القانون والدعوة وله شخصيا حين ذهب مع كتل في التحالف الوطني الى الرئيس فؤاد معصوم وقدم نفسه رئيس وزراء العراق القادم تماما بنفس القوة التي لن ينسى فيها نوري المالكي خصومه الاخرين من جماعة المجلس والتيار الصدري والفضيلة والاصلاح الوطني والمستقلون برئاسة الشهرستاني وهم بنظره مثل العبادي في مرتبة العداء والخصومة حيث لم يترك المالكي طريقة او ملف او اسلوب الا واستخدمه ضد جماعة الستة الذين ذهبوا الى معصوم لاولاية اولى للعبادي الا واستخدمه دون ان يحقق شيء مماكان يصبو ولازال اليه!.
المالكي سيستمر في التاليب والتامر على العبادي حتى الاطاحة به ولو خير المالكي بين الاطاحة بمشروع "دولة الخلافة الداعشية" و اسقاط حكومة العبادي لفضل الاطاحة بالعبادي كون الاطاحة به مقدمة ضرورية وملحة للاطاحة بداعش!!.
ككاتب عراقي اقول بلسان الملايين من العراقيين.. ماذنب الشعب العراقي وهو يتقلى على نار لعبة سلطة داخل حزب الدعوة الذي كان يرفع العدالة الاجتماعية والمساواة وحاكمية الامة في زمن المعارضة ولماذا يتحمل العراقيون اعباء خلاف يغذيه المالكي وفريقه " المقال" من الولاية الثالثة بقوة التحالف والولايات المتحدة الامريكية وقرار المرجعية الدينية وهل كتب على العراقيين ان يبقوا بلا رواتب ولا تعيينات تحت رحمة الارهاب والقتل والاستهداف فيما هنالك من يغذي الفتنة وينفخ فيها لصالح اهداف شخصية وانانية وعبر رجل اصبح الحديث عنه مرتبطا بالفساد واسقاط نصف الوطن على يد داعش غير ماكينة الحرب المكلفة وارواح عشرات الالاف من الشباب؟!.
كل هذا علمود ابو حمودي!.
https://telegram.me/buratha