ترجمة د. علي البلوشي
سيحتفل العالم قريبا بتطبيق الاتفاقية الشهيرة والتي قدمت الحلول للانتقادات الغير مهمة و لكنها خطيرة حول برنامج ايران النووي كل الاطراف كانت تأمل ومازالت تعتقد ان الحل للمسألة النووية سيمكننا من التركيز على التحدي الجدي في مواجهة التطرف الذي يدمر منطقتنا و العالم على حد سواء.
وقد أعلن الرئيس روحاني مرارا أن أولوية ايران بخصوص السياسة الخارجية هي الصداقة مع جيراننا و السلام و الاستقرار في المنطقة و التعاون الدولي خصوصا في مجال محاربة التطرف.
في سبتمبر 2013 و بعد فوزه بالانتخابات بشهر ، قدم الرئيس روحاني مبادرة تحت مسمى "عالم ضد العنف والتطرف" تمت الموافقة عليها بالاجماع في هيئة الأمم المتحدة على أمل أن تتبعها حملة دولية طويلة الامد ضد الارهاب. ولكن ومع الاسف تقف بعض الدول في طريق العمل البناء في هذا المشروع. فبعد التوقيع المبدئي على الاتفاق النووي في شهر نوفمبر 2013 ، قامت السعودية باستخدام كل مصادرها لافشال الاتفاق وكان دافعها الخوف من زوال الفوبيا المصطنعة من قبلها اتجاه ايران.
اليوم ، يقوم البعض في الرياض علاوة على اعاقة تطبيع العلاقات بسحب المنطقة كلها نحو الصدام مع سبق الاصرار.
يبدو ان السعودية تخشى من ان يظهر التهديد الحقيقي للعالم عندما تزال الغشاوة الضبابية للمسألة النووية ، وهو تبنيها الفعال للتطرف والعنف.
همجيتهم واضحة ففي الداخل السعودي تقوم الدولة بقطع الرؤوس بالسيف كما حدث مؤخرا باعدامها ل47 سجين في يوم واحد و كان من ضمنهم الشيخ نمر النمر العالم الديني المحترم و الذي كرس حياته لتعزيز الحقوق المدنية بطرق سلمية واما على الصعيد الخارجي ، فنرى قطع الرؤوس بالسكاكين من قبل اشخاص ملثمين.
ولا ننسى بأن من قاموا بالعديد من جرائم الارهاب بدءا من احداث 11 سبتمبر وانتهاءا بحادثة اطلاق النار في سان بيرناردينو و غيرها من حلقات مسلسل الذبح التي حدثت بينهما ،و معظم أعضاء المجموعات الارهابية كالقاعدة و النصرة ، معظم هؤلاء جنسياتهم سعودية او قد تم غسل عقولهم من قبل غوغائيين يتم دعمهم ماديا بالبترودولار والذين اعتدنا منهم نشر رسائل الكراهية لا اسلامية و تعمل على نشر الطائفية على مدى عقود.
الاستراجية السعودية التي تعمل على عرقلة الاتفاق النووي و ادامة و تفاقم التوتر في المنطقة مبنية على ثلاث ركائز وهي:
1. الضغط على الغرب
2. تعزيز حالة عدم الاستقرار في المنطقة من خلال حربها في اليمن و تبنيها للإرهاب
3. استفزاز ايران
حملة الرياض العسكرية ضد اليمن و تبنيها للارهابيين معلوم للجميع. واما استفزازاتها لايران فلم تلقى صدى دولي بسبب حكمتنا و ضبطنا للنفس.
الحكومة الايرانية و بأعلى مستوياتها قد قامت بادانة الهجوم على السفارة السعودية و القنصلية السعودية في طهران و مشهد بتاريخ 2 يناير بشكل لا لبس فيه و حافظنا على سلامة الدبلوماسيين السعوديين ، وقد قمنا باجراءات فورية لاعادة النظام في المجمع الدبلوماسي السعودي و بيننا اصرارنا على تقديم الجناة للقضاء و محاكمتهم ، وكذلك قمنا بمعاقبة المسؤولين الذين لم يتمكنوا من حماية السفارة و شكلنا لجنة تحقيق داخلي بالواقعة للحمايةمن وقوع احداث مشابهة في المستقبل.
و في الاتجاه المقابل ، الحكومة السعودية و من يمثلها و على مدى ثلاث سنوات مضت قامت بالاستهداف المباشر للمباني الدبلوماسية الايرانية في اليمن و لبنان و باكستان و الذي نتج عنه قتل دبلوماسيينا بالاضافة لمواطنين من تلك الدول ، وغيرها من استفزازات فالحجاج الايرانيين في السعودية كانوا يتعرضون للمضايقات بشكل مستمر و ممنهج و كذلك قضية التحرش الجنسي بشابين ايرانيين من قبل شرطة مطار جدة مما اجج الغضب الشعبي ، بالاضافة الى الاهمال السعودي في تنظيم الحج مما ادى لقتل 464 من الحجاج الايرانيين و بعدها و لعدة ايام رفضت السلطات السعودية الاستجابة لطلباتنا للوصول الى الجثث و استرجاعها لارض الوطن
ناهيك عن خطاب الكراهية المستمر ليس فقط ضد ايران و انما ضد كل المسلمين الشيعة من قبل دعاة معينون من الحكومة السعودية وعلى سبيل المثال قام امام الحرم المكي مؤخرا بالقاء خطاب مليء بالكراهية ضد الشيعة بعد ان قامت حكومته باعدام الشيخ النمر ، وهذا الخطيب نفسه قد قال في العام الماضي بأن خلافنا مع الشيعة لن يزول و لن نتراجع عن قتلهم ما بقوا على وجه الارض على الرغم من كل هذا الا ان ايران و هي واثقة بقوتها ولكنها كانت ترفض قطع او تقليل مستوى العلاقات السياسية مع السعودية وإلى الان فنحن نتعامل بضبط النفس ولكن الجهود من طرف واحد غير قابلة للاستدامة
ليس لدى ايران رغبة في تصعيد التوتر في المنطقة
نحن بحاجة للوحدة لنواجه التهديدات الارهابية من قبل المتطرفين.
منذ اليوم الاول لانتخاب الرئيس روحاني ، أعلنا أنا و هو عن استعدادنا للانخراط في الحوار من اجل تعزيز الاستقرار ومكافحة التطرف سواءا في الجلسات الخاصة او العلنية ، ولكن لم نقابل الا باذان صماء في السعودية.
يجب على القيادة السعودية الان ان تختار:
اما الاستمرار في دعم المتطرفين و تعزيز الكراهية و الطائفية أو أن تلعب دور بناء في تعزيز الاستقرار الاقليمي
نأمل أن يسود العقل
https://telegram.me/buratha