الأخطبوط كائن بحري، يمكنه تغيير لونه في أقل من ثانية، وهو من حيوانات القاع وليس مخيفاً.. إلا إنه كان ملهما لكثير من صناع السينما؛ فصوروه وحشا بحريا عملاقاً يغرق السفن، ويقتل ضحاياه بقوة أذرعه ومجساته المتعددة.
الأعلام سلاح ذو حدين،فتارةً يكون فاعلاً، مؤثراً، متسيداً، في حال تم إستخدامه بالشكل الصحيح، وعلى الوجه الأمثل، كما هو حال الإعلام الغربي، والإعلام الأمريكي، الذي جعل من الإخطبوط اليهودي وحشاً ضارياً، وتارة أخرى يكون الإعلام نقمةً على العقلاء والشرفاء، ووبالاً على الشعوب، في حال الإساءة في إستخدامه كما هو حال الإعلام العربي؛ الذي وقع بين مطرقة النفعية، وسندان الجهل.
لقد دأبت القوى الإستعمارية- على مر العصور- وبدفع من حاخامات أل صهيون؛ على إسكات أي صوت ينطق بالصدق، أو يهدي إلى الحق، من خلال عملائها، وأذنابها من الحكام والطواغيث، وبعض المرتزقة، ولم تتدخل- يوماً- بشكل مباشر إلا في حال فشل هؤلاء في حماية مصالحها، أو تحقيق أهدافها.
أخطبوط آل صهيون، بأذرعه الإستعمارية، ومجساته العميلة، وإعلامه الخبيث، إستطاع أن يدير معركته مع الحق بإحترافية مطلقة؛ من خلال العمل على إغتيال رموزه- الحق- في شتى بقاع المعمورة، بعد أن صوره الإعلام العربي المأجور في قطر والسعودية وباقي دول الخليج، وبما يوحي للجميع بأنه راس الأخطبوط العملاق، الذي يسيطر على مقدرات الشعوب في منطقة الشرق الأوسط، وأنه القوة التي لا تقهر في المنطقة، .
إختلفت وسائل القتل والإغتيال، وتشابهت صفات القاتل والمقتول؛ فقد قرأت ذات مرة، في أحدى الصحف، عندما إجتاحت قوات التحالف أراضي العراق، لإسقاط طاغية العصر- الهدام- أنه قد سئل أحد الخبراء الذين دخلوا مع هذه القوات، ماذا وجدت من القوى المؤثرة في العراق؟ والتي تتوقع أن يكون لها دوراً كبيراً، في رسم خارطة وحدود العملية السياسية في هذا البلد؟.
أجاب: " لقد دخلت إلى العراق فوجدت رجلين؛ أحدهما كان قد تمكن من أن يلتقى بجميع أطياف الشعب، في ستة أشهر، فقد إلتقى بشيوخ العشائر، ورجال الدين، وبالنساء، وحتى أطفال الرياض، وقد وضع تحت جناحه جميع خصومه السياسيين- ويعني بذلك السيد محمد باقر الحكيم( رحمه رب العزة)- ورجل آخر لو قال كلمة- جهاد- فلن يبقى أحد في بيته- ويعني السيد السيستاني( حفظه الباري وأطال بقاءه).
الشهيد نمر باقر النمر، كان قد جمع بين هاتين الخصلتين، فقد تمكن من تعبئة الأطراف المعارضة لنظام آل سعود، ودعى إلى رحيلهم عن سدة الملك والحكم، في بلاد نجد والحجاز، وقام بفضح ممارساتهم القمعية، وأشار إلى ضحالة أفكارهم، وسطحية مداركهم، وأوضح بما لا يقبل الشك؛ مدى عمالتهم، وبعدهم الشاسع عن الإسلام وشريعته السمحاء، كما أنه كان يمتلك إمكانية النطق بكلمة الجهاد؛ ليدك بها عروش الطواغيت من آل سعود.
كما حرض إخطبوط آل صهيون سابقاً؛ لإغتيال جذوة الثورة التي كان يحملها الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم، قام اليوم بتحريض أذرعه النتنة من فجار آل سعود؛ لإغتيال ذات الجذوة، بعد أن تلألأ ضيائها، وشع نورها، على يد الشهيد الناطق بأعظم الجهاد؛ عندما قال كلمة الحق مدوية، ليصم بها آذان الطغاة ويقض مضاجعهم.
نعم: لقد غيب الموت الشهيدين ؛ لكنهم لم، ولن يغيبوا عن ضمائر الأحرار والشرفاء، وبالرغم من إغتيال أجسادهم فإنهم لم يتمكنوا من إغتيال أفكارهم، أو المساس بعقيدتهم، ولا النيل من نهجهم في الثورة على الظلم والظالمين، لقد ترك الشهيدان من الكرامة، والفخر، ما يكفي الأمة لسنوات من الدهر، فسلام على الحكيم و النمر، يوم ولدا، ويوم أستشهدا، ويوم يبعثان شاهدين، على أمة الكفر والطغيان، .
https://telegram.me/buratha