المقالات

حزب الدعوة..التسلق على المأساة!‏

1620 17:27:06 2016-01-10

ذاكرتنا, كشعب, بطيئة جداً, بل أحياناً تُصاب بالخمول المزمن الذي لا تنفع معه سوى الصدمة.. أحداث ‏كثيرة في مسيرة الدولة العراقية, كان ضحيتها نحن الواقفون على أعتاب الشعار الأول..!‏

الكلمات ذاتها, فقط الترتيب يختلف؛ مرة يكون الوطن مقدّم على الجميع, وأخرى يكون الله ثم الوطن, وثالثة ‏يُلغى "الله" من الشعار, والثابت الحتمي في هذه "المهزلة الثورية" هو الحزب وقائد الحزب, وهذا سرعان ‏ما يتقدّم على الحزب الذي بدوره يتراجع لحساب الأبناء والأصهار, وهكذا تستمر دورة الحياة, صعوداً ثم ‏هبوطاً بعد إستحواذ "الأرباب" على قوت (العبيد)!.. في كل مرة, يد الشعب تصنع سياط الطغاة, وسوط ‏الجوع وفقدان الكرامة أقساها..!‏

‏ منذ الإنقلاب العسكري الأول في العراق ومروراً بالتفرّد والإجرام الذي صاغته الأحزاب القومية, وصولاً ‏إلى الإستحواذ الشامل على كل شيء, الثروة والدولة والمذاهب والجنة..إلخ!.. حدث هذا في عهد حزب ‏‏"الدعوة الإسلامية", لم نتعضّ من نتائج الشعارات, وأبطالها الذين يتحولون إلى "إسطورة" بئس. يتغنى ‏أنصار الظلمة بفعال سيدهم, وينتظر المظلوم دوراً جديداً لرمز مظلوميته, عسى أن يُرفع الظلم عن شريحة ‏ويتحوّل على أخرى!.‏
‏ المنظومة الإجتماعية وطريقة التفكير التي أنتجت حزب "البعث العربي الإشتركي" أخرجت ضد نوعي ‏بلباس آخر, هو "حزب الدعوة الإسلامية", قد يشفع للدعاة كون نقيضهم قومي علماني, غير إنّ هذه ‏الشفاعة فقدت مفعولها بعد إنتهاء عهد المعارضة والخروج من "دور المظلوم"!..وكما تحوّل البعث من ‏عصابة كبيرة تتبادل أدوار الجريمة إلى عصابة بقائد إختزل الجريمة لنفسه, تحوّل الدعاة أيضاً من نظرية ‏‏"قيادة الحزب للأمة وإن كان فيها علياً" إلى عصابة تحترف السرقة وتسأنس بالفشل, بل وتستخدم ذلك ‏الفشل كوسيلة لتجديد السلطة وديمومة الحكم, عبر إبتكار شعارات جديدة تستند على وقائع وكوارث حصلت ‏في ظل مسؤوليتهم!..‏

أسماء معروفة تسببت في ما يعيشه العراق اليوم, مليارات شهرت صبيانهم في بنوك العالم الآمن؛ والعراق ‏على شفا الهاوية, ورغم إنّ الشعب في عمق المأساة, يصنع الدعاة سلّم من تلك المأساة, مادته كرامة الشعب, ‏ودماء الشرفاء, ودموع الجياع؛ والغاية "المقدسة" للدعاة تهون أمامها جميع الفجائع!..‏

ثمة حقائق كثيرة تنخر سفينة الوطن وتمنعها من الوصول لمستقبل يحاكي عمق حضارته, أولها: بديل ‏‏"الدعاة" قد يقل سوءً, بيد إننا لم نجرب غيرهم بعد!..‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك