ما حصل مؤخراً في السعودية ونيجيريا لم يأت اعتباطاً, جريمة نفذت بحق النمر لتجعله من الأبرار؛ بمعية رفيقه الزاكيزاكي, هذه المواقف لم تمر بسلام, فهي شعلة أوقدت في سبيل فهم معنى الحرية ورفض الظلم, وهي أيضاً ضريبة باهظة من الدماء والأرواح , قدمها أنصار آل البيت, فهؤلاء وغيرهم قرابين على مذبح الحرية منذ اندلاع ثورات " يا لثارات الحسين ".
ليس غريباً أن يعدم ويقتل زعماء الشيعة, بل الغريب أن تلك الممارسات متأتية من واعز الحقد والعداء لنهجٍ طالما كان متمسكاً برسالات السماء وجالات المبدأ والعقيدة.
وهناك قراءة وسط تعدد القراءات, تفند جريمة إعدام الشيخ النمر: وهي أن هناك تفاهمات سياسية قريبة بين الجانبين الإيراني والسعودي, من شأنها أن ترمم العلاقات الدولية, وتصفي الخلافات السابقة بين البلدين, فجاء الإعدام بعد جملة من المباحثات والدراسات والخطط المستفيضة, من قبل دولة ال سعود وحليفتها دولة أردوغان؛ وتمخضت تلك النقاشات بإعدام النمر؛ ليكون ضمن خانة الخلافات التي ستطوى صفحتها في هذا العام, بعد أن خلا التفاهم بين إيران والسعودية تحصيل حاصل, وخياراً رئيساً في تلك المرحلة, ما يعني أن إيران ستضطر للسكوت على إعدام الشيخ في سبيل ولوج ما تصبو إليه من تقوية حكومتها ووضعها بين الدول العظمى, وبهذا يعتبر قتل الشيخ نمر النمر؛ ما هو إلا قرباناً حاله كحال الملايين من القرابين التي عرجت الى السماء.
فيما يوازي ذلك فأن نظرة الدول المناوئة للتمدد الشيعة, ترى بأن كل دولة أو مجموعة شيعية هي (إيرانية, صفوية) فهي لا تريد أن تقتنع بأن القاسم المشترك هو العقيدة والمذهب, لا غير؛ وبذا فأن أي زعيم شيعي يقطن في دولة ترزح تحت سلطة الباطل, فهو بطبيعة الحال؛ مهدد ومعرض للقتل في سبيل الضغط على إيران وبرنامجها الدولي!!!
ولا شك فأن هذه الحوادث المتكررة لها تأثير مباشر على وضع الشيعة إقليمياً وعالمياً, وكأن الحوادث التي تمر بالطائفة الشيعية ما هي إلا إضافة وتوسع للمد الشيعي وهي فعلا كذلك, فكأن نشأة ومعرفة مذهب أنصار آل البيت وانتشاره؛ مقرون بالمواقف بين السلطات المستبدة والمتعاقبة وشيعة العالم.
https://telegram.me/buratha