لست من أنصار أية حكومة عراقية ولم أنتم يوما إلى حزب من الأحزاب. وغالبا ماأنتقد الحكومات المتعاقبة على أخطائها بحق الشعب العراقي.ولكني كأي مواطن عراقي بسيط أحب وطني العراق، وأرفض كل خطاب طائفي من أي شخص صدر، وأدافع عن الطبقات الكادحة والمحرومة وأسعى في كل مقالاتي وقصائدي إلى لم الشمل والوحدة ونبذ الروح الطائفية المقيتة التي جلبت أفدح الأضرار للوطن ، وأدت إلى سفك دماء عشرات الآلاف من الأبرياء من قبل الإرهابيين السفاحين الذين آنتهكوا الأعراض ، وأحرقوا المدن ، وشردوا الملايين من ديارهم، ولم يتركوا وسيلة دنيئة ووضيعة إلا وآتبعوها في قتل الأبرياء من أبناء العراق بمختلف قومياتهم ومذاهبهم. ولاشك إن العراق اليوم يعيش على مفترق طرق، ويخوض معركة وجود مقدسة ضارية ضد أعتى وأشرس المجموعات الإرهابية ،
ومن واجب كل مواطن عراقي شرب من ماء دجلة والفرات وعاش على ترابه أن يقف مع الجيش والحشد الشعبي اللذان صدا هذه الهجمة الإرهابية المدمرة ، وأنقذا بغداد قلب العراق من شرور الغزاة الداعشيين الأوغاد. فكيف إذا كان هذا الشخص نائبا في البرلمان؟لاشك إن مسؤوليته ستكون أكبر نحو شعبه ووطنه. والواجب الوطني والأخلاقي يفرض عليه أن يصب خطابه لخدمة وحدة الشعب العراقي.هذا الشعب الذي عاش متآخيا بكل قومياته ومذاهبه منذ آلاف السنين.ولابد أن يكون حريصا على كل قطرة دم بشرية في وطنه وهو يعلم إن أعداء الوطن يتربصون به لنشر الفوضى فيه عن طريق النعرات الطائفية. وإعلامهم يبحث عن أية ثغرة بسيطة حتى يدخل من خلالها، ويبث فتنه الطائفية لتمزيق لحمة هذا الشعب الذي عانى الكثير من الويلات والمصائب. والمواطن العراقي يسمع يوميا الأطنان من الأضاليل تطلقها المحطات الفضائية الداعشية ضد العراق كلما لاحت بارقة أمل في النصر على الدواعش الظلاميين لكي لايقف على قدميه ، ويتخلص من أمراضه التي جلبها له السياسيون المتصارعون من أجل المكاسب الشخصية بعيدا عن مصلحة الشعب. لقد أقسم أبناء العراق الشرفاء الأبطال الذين بتراب الوطن على تطهيره من رجس هذه الوحوش الضارية. لكن الأنظمة الطائفية في المنطقة وعلى رأسها نظام آل سعود وأذنابه ونظام أردوغان العثماني لايروق لهم ذلك، ويبغون تحويل مسار المعركة ضد عدو الإسلام والإنسانية داعش إلى معركة شيعية سنية لاتبقي ولا تذر بعد الحلف الجديد بينهما . ومن المؤسف إن أصواتا تخرج في العراق وهي تتناغم مع هذه التوجهات الطائفية المدمرة.
ومن العار على نائب يقول عن نفسه إنه ممثل للشعب ثم يظهر على شاشة إحدى المحطات الفضائية ويحمل معه بوقه الطائفي الصدئ الذي تعود عليه وسار على نهجه طيلة هذه السنوات العجاف التي مرت على العراق منذ سقوط الصنم ، وينفخ فيه بإصرار لاينم عن أي شعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية وخاصة في هذا الظرف الخطير الذي يمر به العراق، معتقدا إنه بهذا الخطاب البائس سيحصل على المزيد من المكاسب الشخصية ، وإنه يوجه رسالة إلى من ينفخ في الرماد ويصرخ بأبواقه المسعورة عن مايسميها كذبا وزورا:
(ظلم الحكومة العراقية لأهل السنة في العراق) عسى أن يحصل منهم على بعض الفتات على حساب مصير الوطن والشعب.
إن النائب ظافر ناظم سلمان العاني كان له قصب السبق في إطلاق التصريحات الطائفية الحادة التي تتناغم مع هذه الإفتراءات.وهو الذي دأب على بث سمومه الطائفية المقيتة لسنوات إستمر فيها نائبا في البرلمان ولم يفتح فمه يوما بكلمة ضد نظام دموي دكتاتوري أهلك الحرث والنسل ودفن آلاف العوائل وهي حية في مقابر جماعية، وشن الحروب العدمية التي أكلت نارها الملايين من خيرة شباب العراق ولا يخفي حنينه المستمر إلى ذلك النظام القهري الفردي الطائفي البغيض في كل مناسبة يظهر فيها على شاشات الفضائيات المعادية للعراق. وحين تشكل الحشد الشعبي ظل يوجه تصريحاته المعادية ضد هذا الحشد الذي لولاه لكان مبنى البرلمان الذي ينتمي إليه هو اليوم بناية تابعة لداعش تمارس فيها جرائمها الوحشية بحق أبناء الشعب العراقي بكافة قومياته ومذاهبه.
وكانت آخر تصريحاته الإستعراضية الخائبة في محطة الشرقية الفضائية مساء الأحد المصادف 27/12/2015م عندما أطلق جملة:
(إن السنة على وشك الإنقراض في العراق ) وقد كررهذه الكذبة الفجة في حديثه وكأنه يصور للمشاهد العربي المتخم بالإعلام الداعشي المضلل إن طائفة أهل السنة الكريمة تعرضت للإبادة على أيدي الشيعة مثلما تعرض الأرمن على أيدي الأتراك أو أهل كمبوديا على أيدي الخمير الحمر أو جماعة التوتسي على أيدي جماعة الهوتو في رواندا. متجاهلا تماما أربعة آلاف سيارة مفخخة فجرها الإرهابيون القتلة في مناطق الوسط والجنوب ومئات الإنتحاريين الأوباش الذين فجروا أنفسهم في هذه المناطق والتي حصدت آلاف الأرواح البريئة ودمرت بنى تحتية ومساجد وأسواق.يتبع
https://telegram.me/buratha