- القاهرة تكتب, بيروت تطبع, وبغداد تقرأ - انه لأمر رائع عندما نكون مجتمع كثيرا مايقرأ, بعد ان كان المنطلق, لتعليم الآخرين الكتابة والقراءة, من أرض بلاد مابين النهرين, ولكن دون تطبيق عملي يذكر, فلم يستفد القارئ المثقف, فضلا عن المواطن البسيط, مما جاء في صفحات التأريخ وخصوصا في مجال الإعلام, ولم يتسلح بما يكفي, لكشف حملات التسقيط المظللة.
إشتد نزاع القوم, وإستمر لسنوات, وكان أحد الطرفين, يمثل الحق ومنطق العقل, والآخر لا يمثل إلا نفسه, والفشل الذريع الذي إجتاح العراق, بسبب سوء إدارته, التي جعلت بلد السواد يسأل الآخرين لقمة العيش, فجاءت الأيام, بما يقطع الشك باليقين, لتنصر يوسف, بتأويل الرؤيا, ويدحض الله كل ما جاء به المظللين والأفاكين.
من يسمع السيد المالكي, عندما يتحدث عن قانون البنى التحتية, لاشك أنه يكتشف حقيقة ما, وهي ان الرجل كذّب ثم كذّب, حتى صدّق بما يقول, وأثبت الواقع اليوم, لكل المراقبين, أنه هو من كان يقود حملة تسقيط, ضد الشيخ جلال الدين الصغير, بسبب موقف الأخير, من إستمرار السرقات المشرعنة, وبأساليب شيطانية متنوعة.
كانت دعوى الشيخ الصغير, الذي كان كبير في عين خصمه, في الوقوف سدا منيعا, حيال تمرير هذا القانون, هي ان من ساهم وتغاضى, عن سرقة مئات المليارات من الدولارات, في الميزانيات السابقة, لايجعل من قانون البنى التحتية, إلآ بابا للسرقة, وكم تعودنا على تبويب السرقات, في سنوات حكم المالكي, الذي حاول تسويق الأمر إعلاميا, كسجال سياسي, ليظلل به الآخرين, وليظهر بمظهر الضحية المستهدف.
لنا ان نتخيل, وفي ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة, التي يتعرض لها البلد, والأساليب التي تمارسها الحكومة, في الحصول على الأموال, وبعناوين مختلفة, والتي لم يستثنى منها حتى المتقاعدين, كان لابد وفق تخطيط السيد المالكي, وخلية الشيطان, المحيطة به, ان نسدد الآن ما يترتب علينا من أموال, بسبب قانون البنى التحتية, فكيف يتسنى لنا ذلك, ونحن نأخذ القرض, تلو الآخر, من صندوق النقد الدولي وغيره, لسد أبسط الإحتياجات.
في الختام, أثبتت الأيام, صحة دعوى الشيخ جلال الدين الصغير, وسداد رأيه, في ما دعى إليه سابقا, وهاهو اليوم يدعونا من جديد, لتطبيق مبدأ التقشف الذاتي, الذي يفرضه المرء على نفسه وعائلته, قبل ان يفرض عليه من الآخرين, في قراءة أنية, لقادم الأيام, والأزمات المحتملة, ولابد من الإستجابة, فالأمة التي لاتحترم عقولها, وفرسانها ومصلحيها, وتقدس صعاليكها واقزامها, مصيرها الهاوية.
https://telegram.me/buratha