افرزت التحولات السياسية الكبيرة، رؤية جديدة، في توجهات الدول المسماة بالعظمى؛ لرسم صورة العالم المرتقب، تتمخض عن ودة نظام سياسي جديد، يهدف الى قيادة العالم، بأسلوب اخر، قد لايشبه اسلوبها المعهود.
صفة السلوك الدولى الحالي، قائم على التناقضات، والقدرة على توظيف هذه المتناقضات؛ لصالح المشروع والهدف المنشود، وفي ضوء هذه اللعبة، تتصادم المتضادات؛ لتحدث انفجارات هائلة، في طبيعة القرارات المتخذة، وعلى اساس هذه القرارات تتحدد مساحات الصراع، بحسب موازين القوى والقدرة على لي الأذرع.
السعودية في تحالفها الداعشي الجديد، تحاول ان تجمع الاضداد؛ الا ان العرب والمسلمين، كعادتهم،يجمعوا هذه الاضداد ليحترقوا بها!؛ لا الى الإستفادة منها،كقارب للنجاة. من خضم الامواج المتلاطمة، الى بر امان.
التساؤل المطروح، وربما قد يطرحه كثيرا غيري، هل ان عناصر الانسجام متوفرة في تحقيق هذا التحالف؟، وهل أن عوامل الإقتران حاضرة بين اعضائه؟ سنترك هذا لامر للايام القادمة؛ فهي كفيلة بتعريته، لكن يحق لنا ان نقدم قراءة استشرافية لهذا التحالف المخروم منذ ولادته.
بمجرد التمعن البسيط في طريقة اعلان هذا التحالف، تتلمس بشكل واضح روح استعجال في طريقة اعلانه، ممايدل على ان القرار، لم ينبعث من رحم الحاجة اسلامية؛ وانما تشم في مفاصل قرارته، رائحة البيت ابيض بشكل واضح، الأمر اخر هناك تباين واضح في توجهات الدول الأعضاء استراتيجية، فتركيا وقطر يدعمان و يتبنيان مشروع الإخوان المسلمين، ومصر والإمارات والسعودية على عهد الملك عبدالله، على الضد من ذلك تماما، هذا الشعور المتعاكس، يصرحان به علنا، ممايدعونا للتسائل، هل يقدر هولاء الأثريون!، تناسي طموحاتهم المشبوه، كما إن هذا التحالف يخلو تماما من الدول المتضررة من الارهاب،اين سوريا والعراق، اللذان هما محور الصراع ضد الإرهاب.
هناك دول اخرى، اعلنت اسماءها ضمن هذا التحالف الجديد،وهي لاتعلم، مثل باكستان ولبنان، لنلحظ جيدا مدى التخبط والإرباك، في تبني المشروع، ولنتحسس اليد الخفية، المساهمة في صناعته.
نظرة من على التل، تجعلنا نتيقن، بأن هذا المشروع ساع للملمة الفصائل الإرهابية، وإضفاء الصفة الرسمية عليها، وسبغها بلباس الشرعية اسلامية، من خلال الفتاوى الجاهزه، من السادة فقهاء البلاط، لتوجههم ضد ايران وسوريا والعراق، ليعلنوها حربا طائفية بإمتياز!،
ا انهم وكالعادة، سيكون مآلهم الى الفشل؛ذلك ان القرار ليس صناعة سعودية، وفاقد الشيء لايعطيه.
https://telegram.me/buratha