المقالات

مجاعة "بخاري" الجديدة؛ كذبة الإنفتاح والدين المستورد..!

1661 01:00:56 2015-12-18

حبل الكذب قصير جداً؛ هكذا تُعلمنا تجارب الحياة، وقد لا تكون الحياة منصفة تجاه الناس بتكفلها إظهار الحقائق، بقدر ما يتسرع الكذاب ويتهور، ليكشف عن حقيقته المُرة.

فاز السيد "محمد بخاري" برئاسة نيجيريا عام 2015، وهي الولاية الثانية له بَعد تلك التي وصفت بالقاسية (1983-1985)، وقتها عُرف بخاري بقسوته وظلمه، وزجه لمئات المعارضين السياسيين في السجون، إضافة إلى طرده الاف المهاجرين من النيجر، الذين نزحوا منها بسبب المجاعة القاتلة، فأعادهم إلى مصارعة الجوع ومعاندة الألم، حتى سُميت حينها (مجاعة بخاري).

الضابط العسكري الذي تسنم مناصب عِدة، سقط في فخ الخسارة ثلاث مرات على التوالي، في الأعوام (2003-2007-2009)، والسبب الغالب في خسارته، هو تبنيه لشعار تطبيق الشريعة الإسلامية، فكونه متشدداً؛ لم يأمن الشعب لمستقبلهم معه، خصوصاً مع صعوبة طرحه وتأريخه الحافل بالعنف.

أنتخابات أذار 2015، غيرت من توجهات بخاري، فنادى بحرية الإعتقاد الديني، وهو الأمر الذي تقبله سكان نيجيريا، حيث تتوزع الديانة فيها بين الإسلام والمسيحية، غير مبالين بحقيقة الرجل، ولم يدركوا بأنها شعار أنتخابي لا أكثر.

بَعد أقل من شهرين لتوليه الحكم؛ أستبدل بخاري كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية، بذريعة القضاء على جماعة "بوكو حرام" المتشددة، والحقيقة.. إن هذا التغيير صب غضبه على الشعب، وعلى الطائفة الشيعية بالخصوص، مع أنهم غير داخلين في السباق السياسي، وعارضوا الرئيس السابق "غودلاك جوناثان" لفساده، أي يفترض بالرئيس الجديد حمايتهم، كونه يدعي محاربة الفساد وإشاعة حرية الإعتقاد! 

الطائفية المذهبية التي ولدت في مملكة آل سعود، تعدت حدود الجغرافيا، كونها فِكر مريض ينتشر "الفيروس" بالعدوى، وبخاري وجد فيه ضالته الذي يحقق من خلاله، صداقة دائمة مع المال السعودي والفكر الصهيوني، وهو ما تحقق له بعد ذلك، فكلاهما من أعز أصدقاء حكومة نيجيريا، وهي بذلك تستقبل الاف الدعاة الوهابيين سنوياً، وماضية في التطبيع مع إسرائيل.

لم تتبنى الطائفة الشيعية في نيجيريا خطاباً متشدداً، بل هي مدركة لحجم التنوع الديني؛ في الدولة الافريقية الأكبر من حيث السكان، لكنها رفضت علناً ومن خلال مسيرات أحتجاجية سلمية، التطبيع مع إسرائيل، والفساد المستشري في أروقة الدولة، ما أهلك أهلها الحالمون بمستقبل أفضل، لما يملكوه من احتياطي نفطي.

هذه المظاهرات السلمية وجدها السراق عدوٌ يخشون ثورته؛ ففي عام 2014 في عهد الرئيس السابق، فتح الجيش نيران بنادقه على المظاهرة المحتفية بيوم القدس العالمي، مُخلفة العشرات من الشهداء الشيعة، بينهم ثلاثة من ابناء كبيرهم الشيخ ابراهيم زكزاكي.

لم يحاول الشيخ زكزاكي أو تابعيه أخذ الثأر، ولكن بنفس الوقت مضوا في طريق الإصلاح، رافضين الفساد والسياسات الخاطئة للحكام، ما أدى إلى الهجوم الأخير على منزل الشيخ زكزاكي واختطافه، وقتل العشرات من مريديه.

أحداث البحرين تتكرر في نيجيريا، بنفس السُم الوهابي المقيت، بنفس الأساليب والحجج، وهنا وهناك يُعبر أتباع أهل بيت النبي (صلواته تعالى عليهم)، عن سلمية معتقدهم وأراءهم، فيما يقابلون بالقتل والإختطاف والتنكيل.

يبدو إن "مجاعة بخاري" القديمة جُددت، لكن هذه المرة بلباس الدين، فهو يمضي خَلف مملكة الشر آل سعود، وكرههم للشيخ النمر، ويعتبر من حمد اللا بحريني وكرهه للشيخ قاسم، ويجول مع فكر التكفير وحب المجاعة، تاركاً كُل وعوده القديمة، يحلم بالمال الخليجي ورضا الصهيونية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك