لست من عشاق الكوميديا المسرفة في إستغراقها المخمور حد اللاوعي، ولا من متابعي المسلسلات الهزلية وخاصة السياسية منها. ولكن ما جرى في الرياض من مسرحية من الكوميديا العرجاء والتي ارادوها أن تكون كوميديا سوداء دفعني للكتابة حول هذه المسرحية وخاصة نوعية عن المشاركين بها، من كومبارسات من الدرجة العاشرة وقراراتها العرجاء. نعم أضحكتني هذه الكوميديا حد الانزعاج.
شيء من الحياء أيها..
لعلها أول مسرحية في تاريخ المسرح العالمي لا يقف فيها ممثلون على خشبة المسرح بل الجميع مجموعة من الكومبارسات الذين لا يصلح أحدهم أن يقف على باب اي مسرح بسيط ليعمل مناديا على الطريقة القديمة في مسارح مصر وسوريا والعراق. نعم الديمقراطية لفظ جميل ويوحي بالحرية، ومفردة خصصت لها قواميس السياسة ومعاجم الفكر صفحات طويلة في التعريف بها، وشرح اصولها وتبيان مناهجها. ولكن هل إكتشف هؤلاء الكومبارسات في مسرحيتهم في عاصمة الارهاب الوهابي السلفي أي من مباديء الديمقراطية الحقيقية التي ينادون بها؟
هل شاهد أي من كومبارسات العسكرالمزعزمين والمعزومين على موائد الارهاب قطعات عسكرية سعودية تقف على ابواب القدس مثلا وهي تهاجم قطعان المستوطنين أو تقاتل الجيش الاسرائيلي المغتصب لأرض المعراج ولموطن ميلاد السيد المسيح عليه السلام؟ هل قدمت دولة الارهاب السعودي الاسلحة والعتاد الذي تعاقدت عليه بمئات من مليارات الدولارات للمقاومة لدعمها ضد العدو المغتصب؟ وهل ارسلت طائراتها ومدفعيتها لقصف ارتال العدو الصهيوني ودك حصونه؟
هل سمع أو قرأ اي من مدعي الفكر من كومبارسات المسرحية في الرياض أن الكتاب واصحاب الفتاوى من قد وضعوا دراسات وفتاوى لكشف الارهاب الصهيوني ولحض من يسمونهم (مجاهدين) للذهاب للقتال ضد العدو الصهيوني؟
وأما الشعراء والأدباء المزعومون هلاَ قالوا كلمة حق في شان أمثالهم من الشعراء والادباء في السجون والمعتقلات الوهابية في أرض الرمال؟ هل عقد كومبارسات الشعراء والادباء والباحثين من المشاركين في مؤتمر الارهاب حلقات بحث لمناقشة سبل ايقاف الارهاب الثقافي الوهابي مثلاً؟
حقا إنها كوميديا عرجاء، فكيف تبحثون عن الحرية وتنادون بالديمقراطية على موائد من يذبح الحرية وينكر اي مبدأ ديمقراطي في أرضه؟!
لنسأل أي مفكر حر: هل يصلح ملك الرمال سلمان الامي و(المصاب بالزهايمر) وابنه وابناء أخوته بل اي ممن يسمون أنفسهم ملوكا وأمراء ومشايخ وغيرها في الخليج (العربي أو الفارسي) أن يكونوا مثالا للديمقراطية والحرية ونحن نجد في كل ثانية أن الحرية توئد في الرمال الحارقة والديمقراطية تستباح ويهتك عرضها ملايين المرات في الاعلام المزيف لدول هي نفسها كومبارسات من الدرجة العاشرة على خشبة السياسة الدولية؟
إنها كوميدي عرجاء في زمن إنهيار المسرح المصري والسوري والعراقي، فلم يعد يرتقي مسرح السياسي العربي في دول الخليج إلا كومبارسات مغمورة عاشت تحت عباءة فتاوى قرناء الشيطان.
مَن يقرر مَن..؟
يدعون الحرية وينادون بالديمقراطية الزائفة وهم يريدون في ذات الوقت تقرير مصائر الشعوب وفق مناهجهم الخاصة ومن خلال فتاوى وعاظ السلاطين. فاول مبادي الديمقراطية أن تقوم الشعوب هي بنفسها باختيار ممثليها، وبانتخاب وتقرير من يكون رئيسها أو زعيمها لا أن ياتي هذا التنصيب من الخارج تحت أية حجة أو وسيلة. بإعتبار أن فرض أية شخصية من خلال طروحات معينة تأتي من خارج هذا البلد المعني فانها في الواقع مخالفة لابسط قواعد وأسس الديمقراطية. ولهذا لايجوز لهؤلاء المجتمعين على فتات موائد ملك الرمال ان يدعوا زعماً أنهم يبحثون عن الديمقراطية في سوريا.
فهل يقبل هذا الملك المزعوم أن يتم تقرير مصيره ومصير عائلته من قبل قوى خارجية مثلا؟ هل يقبل ملك الرمال وابنه الاطيش ومن شابههم أن يعيدهم اسايدهم الى مجرد رعاة إبل، أو مجموعات من قطاع الطرق كما كانوا في السابق قبل ان يلبسوهم تيجان الملك زيفاً؟
لا شك أن التاريخ لا يرحم، وأن سنن التاريخ في التغيير ثابتة ولا تتبدل، ولا شك تماماً أن مصير هؤلاء الكومبارسات سوف يكون الى ركام أزبال التاريخ كما حدث لسابقيهم.
***
وليد سعيد إبراهيم البياتي
المملكة المتحدة لندن
https://telegram.me/buratha