المقالات

الغزو التركي..لغز شفرته في موسكو!‏

1225 01:17:44 2015-12-13

لم تخف الدولة التركية مطامعها في المناطق التي تقع جنوبها، ليس لسبب إقتصادي أو أمني جغرافي؛ إنما هي (تركيا) تجد تحقيق ‏حلم العظمة من خلال إستخدام قوتها في المناطق الضعيفة والتي ينشط بها بعض المرتبطين معها بحبل الهوس الطائفي!..‏

تركيا الحالية، متورطة بشكل مباشر وغير مباشر بدعم الإرهاب؛ فمن الدعم والتسهيل إلى التدريب والإحتضان، وأخيراً إلى ‏الحماقة التي أرتكبها "أوردغان" عندما أقدم على إسقاط طائرة روسية كانت في مهمة لدك مواقع الإرهابيين. حماقة "أردوغان" ‏الحالم بدور سلاطين (آل عثمان) إتضحت بعد الحيرة التركية الناتجة من الخطوات الجوابية الروسية؛ إذ ما زالت موسكو تستخدم ‏نشاطاً إعلامياً موثقاً بأدلة مخابراتية تؤكد على دعم أنقرة للإرهاب عموماً وداعش خصوصاً. ‏

ثلاث خطوات روسية أخرى، أفقدت أردوغان توازنه؛ قاعدة عسكرية روسية ثانية في سوريا، تسريبات عن قاعدة أخرى في ‏قبرص، وسفينة حربية روسية تعبر "البسفور" و"الدردنيل" دون رفع العلم التركي وبتجاهل مذل للإتراك!..‏ لم يبق أمام تركيا غير إستكمال دوامة التخبط؛ وهذه المرة يخامر رؤوس حكامها الحلم القديم (ضم الموصل وبعض مناطق شمال ‏العراق) أو على الأقل إستخدام بعض عملائهم لدعم نشاطهم الإرهابي بتواجد عسكري. ‏
يبدو إنّ تركيا لم تعد تعرف ما تريده بالضبط، فبدأت بالقفز من منزلق إلى حفرة، لتناسي الرعب المصاحب لتهديدات روسية ‏‏"نووية" محدودة قادرة على تحطيم البنى التحتية العسكرية في سلّطنة أردوغان!..‏

ثمة علاقات مالية وسياسية بين بغداد وأنقرة، رغم كل الملاحظات، بيد أنّ العراق سوق إستثماري وإقتصادي مهم بالنسبة لإنقرة ‏وجار أكثر أهمية يستطيع أن يزعج الأتراك كثيراً، فهل سيحسن العراق التصرف؟..‏ المصالح التركية في العراق مهمة للطرفين، وتركيا لا تقدم على غزوها للأراضي العراقية لولا توفر "حاضنة"، هي ذاتها ‏الحاضنة التي إستقبلت ورحبت ب"داعش"، والأخيرة مثلت ورقة تركية رابحة رغم إرهابها..من مجازر الأرمن في عهد دولة ‏الظلام العثماني إلى مجاز للإنسان العراقي والسوري في عهد سلطان متهور جديد؛ تركيا تحتاج إلى صفعة جديدة!..‏
اليد الروسية قادرة ومستعدة لتوجيه هذه الصفعة، وبدأت تبحث عن مبررات جديدة لتنفيذ الرد الذي سيوقف التطرف التركي. ‏بالمقابل فالعراق يعد حليفاً للروس، لكن يأتي في المقام الأول حلف العراق لأمريكا المرتبطة بتعهدات تحمي من خلالها سيادة ‏الأراضي العراقية من أي إعتداء، ولغاية اللحظة لم تُبْد واشنطن أي رد فعل مناسب تجاه الغزو التركي!..‏

دنيا التحالفات العملية، تفترض فعالية مناسبة ومبررة لإستمرار هذا التحالف، فلماذا يتوقف العراق عن تنفيذ جاد لتحالفه مع ‏روسيا، طالما إنّ الأخيرة تمارس فعاليات ضاغطة على تركيا فعلياً؟!..‏

زيارة عاجلة لساعات قليلة يقوم بها السيد العبادي لموسكو بعد إنتهاء المهلة، كفيلة بأن تصيب أنقرة بصداع يوقفها عن تدخلاتها ‏السلبية التي تساهم بأستمرار تردي الوضع في العراق. أيضاً سوف تنشط أمريكا خوفاً من أن يجد العراق حلولاً لألغاز كثيرة ‏بعيداً عن الشفرات الغربية المستهلكة. ‏
فرصة جديدة للعبادي كرجل دولة يتحرك بأستقلال، يمكن أن ينقذ جزءاً من السيادة، وهي فرصة للعراق عموماً؛ ومن سعى ‏وصل..!‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك