الإصلاح.. يعني التغيير نحو الأفضل بشقية المعنوي والإنساني, والمصلح هو من يقّوم الاعوجاج وأزاله الفساد, بعد انحراف أفكار المجتمع, عن مسارها المرسوم لها في الديانات السماوية, وخروج الناس عن صنفهم البشري, وتحولهم على وحوش كواسر, القوي منهم يأكل الضعيف.
تعرض المصلحون عبر التأريخ ولمختلف الديانات السماوية, إلى الاضطهاد والقتل بشكل وحشي دون رحمة, وهذا تعبير واقعي لهم, لما يمثلونه من الانحدار التسافلي في الأفكار والقيم المنحرفة, ورفضهم الشديد للتغيير, ولم نعلم يوما ولحد الآن, أن المصلح لاقى ترحيبا لدى أي مجتمع, في بداية دعوته بل العكس من ذلك.
إن أول من قتل على منهج الإصلاح, هابيل بن نبينا آدم عليه وعلى نبينا وآل بيته الصلاة والسلام , على يد أخيه قابيل, بغضا وحسدا ورفضا, لما سنّه الباري, عندما تقبل القربان من الأول ورفضها من الآخر, إذا الصراع بين الصلاح والفساد منذ فجر التاريخ البشري على الأرض.
إن أشهر من عٌرف بالإصلاح, هو الإمام الحسين بن علي عليهما السلام, حينما قال :" ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظلما ولا مفسدا إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي" صل الل.. عليه وعلى آل بيته السلام, وقال عليه السلام يا قوم:" كونوا أحرار في دنياكم".
وقال أيضا " ويلكم على ما تقاتلونني ؟!على حق تركته ؟! أم على شريعة بدلتها!أم على سنة غيرتها؟!" فقالوا: بل نقاتلك بغضاً منا لأبيك " أي علي بن أبي طالب عليه السلام, عندما أوصى النبي الكريم به من بعده, ليعيد التاريخ نفسه, من حقد وبغض ورفض تقبل فكرة, إنه خياره تعالى ولا يحق لأحد الاعتراض عليه .
قال تعالى في محكم كتابة العزيز في سورة البقرة إيه (30) " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إني جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إني أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ.
إن الملائكة قد علمت ما يصيب الإمام الحسين عليه السلام من ظلم, ولكنه تعالى بين للملائكة, أن بعد هذه الواقعة, سوف يخلفه ولده الإمام المهدي المنتظر أرواحنا لمقدمة الفداء, ليحقق عدالته التي أرادها هو, وليس كما أرادها الفاسدون في الأرض, فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا.
https://telegram.me/buratha