عندما تكون ضيف في قناة فضائية والضيف الأخر من( دولة القانون حصراً) عليك أن تجري إحترازاً أمنياً مشدداً، وان تجلب معك بندقية عيار 7 و 62 ملم داخل الاستوديو، وتصطحب معك شيخ عشيرتك العام وأخوتك وأبناء عمومتك، وعدد كبير من أبناء عشيرتك؛ وترسم خطة أمنية محكمة وتقسمهم على الأحرف الأبجدية في أروقة القناة، وعلى باب الاستوديو كي تأمن حياتك إذا كانت الغلبة لك بالكلام، وتستند إلى وقائع وبراهين وحجج دامغة لا يستطيع الضيف الأخر الرد عليها.
هذا العمل المشين الذي قام به ممثل مئة الف عراقي، في مجلس النواب السلطة التشريعية الأولى؛ قد ينذر بكارثة في المستقبل القريب، وربما تحدث هكذا أمور في أروقة مجلس النواب العراقي، ومجلس الوزراء والوزارات والدوائر الأخرى، ونصبح عبارة عن عصابات يحكمنا من لديه ترسانة حربية، وعند جلوسنا على طاولة حوار بعد عام أو عامان؛ لابد أن نلبس أحزمة ناسفة أو أقنعة وقاية، تحسباً أن يكون الضيف الأخر يحمل رؤوس نووية، أو صواريخ عابرة للقارات، ومقدم البرنامج يحول الحوار من ضيف إلى أخر برشقة بندقية.
الصيادي الذي أصبح لا مكان له بالإعراب بعد قتل" شابان من أبناء محافظة واسط"؛ وإعتدائه على أحد رجال الأمن، وعلى أثر ذلك تم طرده من التيار الصدري؛ بقرار السيد مقتدى الصدر شخصياً، وبعد صولة الفرسان الذي قام بها نوري المالكي على أتباع الصدر في البصرة؛ عاد للواجهة السياسية من جديد ووجد له مساحة، قد تمكنه من الرد على التيار الصدري بقوه، والتف برداء دولة القانون التي جعلته" عامل حراسة"، لا يفقه شيء من سياستها ولا يعلم ما يدور في كواليسها.
هذه هي الوجوه الكالحة التي عبرة عنها المرجعية الدينية؛ قبل الانتخابات العام الماضي، التي تغمض الأعين من النظر لها وتقشعر الأبدان من كلامها؛ الممزوج برائحة الدم والطائفية والحقد وقذف الأخرين بالتهم الباطلة، والكلمات النابية التي لا تصدر إلا من لديه عاهة أخلاقية، أو طريد مرجعية دينية؛ وقد إنجمعت كل هذه العاهات وتمترست بهؤلاء، الذين يغلبون لغة السلاح على لغة الحوار، وتبادل الآراء في برامج تلفزيونيه؛ وقد أصبحت هذه المفاهيم عند هؤلاء هي السائدة، ولذلك قررت أن أجري تدريباً مسبقاً مع أخوتي وأبناء عمومتي ، وأحمل لأمة الحرب عند ذهابي إلى قناة فضائية.
https://telegram.me/buratha