كثر الحديث في الآونة الأخيرة, عن حكم الشيعة, ومحاولة طرحه إعلاميا, من خلال بعض القنوات العربية, وهو يحمل كل مواصفات الفشل, التي إجتهدوا في سبيل إيجاد مقوماتها, لإقناع أكثر من جهة, بعدم قدرة الشيعة على إدارة الحكم, ساعدهم في محاولة الوصول الى مبتغاهم, من غرته الدنيا, فأعمى الل.. بصره وبصيرته, وإدعى زورا انه من أتباع علي (عليه السلام).
لايمكن ان يغتزل نجاح او فشل, هذا الاسم الكبير (الشيعة), بشخصية او حزب سياسي, وإلآ لحتّم علينا ذلك التنكيل بجميع المذاهب, بل حتى الأديان, لأن الملوك والأمراء والرؤساء, مثلوا جميع المذاهب, وأغلبهم فشلوا في أداء مهامهم, فلايمكن ان يقرن نجاح او فشل الشيعة, في إدارة الحكم, بشخص او حزب.
قد يظن القارئ الكريم, إننا عندما نتحدث عن التجربة الشيعية, في الإدارة والقيادة, نتجه باتجاه الجمهورية الإسلامية في إيران, لماتشهده من تطور واضح وجلي, يسر الصديق ويغيض العدى, ولايمكن ان يتجاهله أحد, قياسا بدول المنطقة وغيرها, ولكن ما نود الإشارة إليه, هو إدارة العتبات المقدسة في العراق, والتي تعتبر حكومات مصغرة, نسبة للإنجازات التي تحققها على الأرض.
بالأمس القريب, قدم العالم الإسلامي, أكثر من (1500) قتيل, أثناء إداء مناسك الحج, في بلد تتعدى ميزانيته (100) مليار دولار, لم يستطع تحمل مسؤولية ثلاثة ملايين حاج, ويحفظ سلامتهم, بالرغم من تطور البنى التحتية, في السعودية وغيرها من دول الخليج, وهنا مفارقة يجب الوقوف عندها, لنرى في المقابل إدارة العتبات المقدسة الشيعية, التي تستقبل أكثر من (20) مليون زائر, في مناسبة واحدة, ولم نسمع ان هنالك من خدش, فضلا عن انه قتل, فمن الذي يجيد الإدارة, الشيعة ام من يتهمهم بعدم القدرة والفشل.
تميزت إدارة العتبات, بأن عملها مؤسساتي, حيث فعلت مالم تفعله حكومات متعاقبة, بميزانيات الدولة الإنفجارية بدءا بإنشاء الأبنية, داخل العتبات, ثم الإنطلاق في فضاء الإستثمار, وفي جميع المجالات, منها الإتصلات, وإهمها السكن, حيث أنجزت إدارة العتبات, مجمعات سكنية, أستشعارا منها بهموم المواطنين, ومعاناة المجتمع, في ذات الوقت الذي نهبت فيه أموال العراقيين, من قبل حكومات الفساد والفشل, التي لم تقدم إلآ الدمار لهذا البلد.
قد يسأل سائل, اذا كانت إدارة الشيعة بهذا المستوى, فماذا يعني وجود جيوش الفاسدين في الحكومة, للإجابة نقول, ان التشيع ليس شعار يرفعه من هب ودب, بل هو منهج وسلوك, كما بين الأئمة الأطهار, بقولهم (كونوا لنا دعاة صامتين), فلا يمكن للقتلة وسراق مال الأرامل واليتامى ان يكونوا من الشيعة, ولو نادوا بحب علي منذ الصباح حتى حلول المغربِ, لأن المولاة والتشيع والدين بصورة عامة, هو المعاملة عند آل بيت النبوة, وليس الإدعاء.
https://telegram.me/buratha