المقالات

إرهاب مباح..!

1187 15:14:21 2015-11-26


قيل إنّ "العقول الصغيرة تناقش الأشخاص والكبيرة تناقش الأفكار". بيد أنّ الأشخاص في كثير من الأحيان يعكسون أفكاراً تساهم في تحديد المراس الإجتماعي والسياسي، وخير دليل، جدلية الإرهاب التي عانى ويعاني منها العراق على مستوى الواقع والنظرية.

إنّ محاولة وضع تعريف موحِّد للإرهاب، تكشف النقاب عن كم هائل من الإرهابيين الذين يعيشون بيننا بطريقة طبيعية وكأنهم جزءاً من الدولة، ولعل بعضهم ضمن الطبقة السياسية المنادية بإجتثاث الإرهاب!..

قد يتخفى الإرهاب تحت عناوين مختلفة، منها القانون أو الشريعة أو حتى التقاليد، غير إنه يجتمع تحت سقف تعريف موحّد "إستخدام القوة والسلاح لفرض معتقد أو فكرة أو موقف" بغض النظر عن نوعية السلاح المستخدم، سواء كان عجلة مفخخة أو مسدس أو حتى سكين صغيرة؛ طالما كانت النتيجة تؤدي إلى سلب حياة إنسان. 

في عراق اليوم، فضلاً عن إجماعه العقائدي على رفض الإرهاب، يوجد دستور ونظام يكفل الحريات الثلاث ( الرأي والتعبير والعقيدة). الإختلافات الكلامية المتمظهرة على شكل نقاشات ومناظرات، تعد ظاهرة مهمة من ظواهر تنمية النظام الديمقراطي المنسجم مع عقيدة غالبية الشعب العراقي. تحت هذا السقف توصف تلك الإختلافات بالرقي وتعكس تطوراً أو على الأقل، محاولة تطوير الوعي السياسي المكوّن من آراء تتقارب وأخرى تتقاطع. 
عندما يخرج الإختلاف من طور النقاش والرأي، ويترجم بطرق الدعوة إلى العنف أو التخوين، فإنه يهبط إلى مستوى الضحالة، وفي حالة الإستمراء أو ممارسة العنف للدفاع عن رأي ما فأنه يتحوّل إلى إرهاب حقيقي، لا يختلف عن الإرهاب الذي يمارسه "الدواعش" سوى في الوسيلة المستخدمة!..
هنا غابت الفروقات العقائدية، وكما نعلم إن الإرهاب عادة ما يبني ممارسته على نص محرّف أو مزوّر، فما هو القاسم المشترك الذي جعل المختلفين عقائدياً يمارسون ذات الإرهاب؟!

إنّ الجواب على هذا السؤال يتطلب البحث في سير ذاتية للأشخاص الذين يمارسون الإرهاب، وعند الإطلاع على تلك السير نجد إنّ العامل الرئيسي الذي يجمع الإرهاب هو العامل الإجتماعي، وعقد الشذوذ و "النبذ"، وهذه سمات عابرة للأديان والمذاهب.

في صفوف داعش غالبية وجدت بالأجرام جلداً يمكن أن يخفي حقيقتها المرفوضة إجتماعاً. وفي صفوفنا أيضاً يوجد هذا النوع، لكنه أقل حظاً من الدواعش، لذا لجأ إلى الصراخ وعندما لم يحقق شيئاً أرتدى ذات الجلد الإجرامي الذي أرتداه زميله الداعشي..والغاية واحدة؛ التخلص من شبح الرفض والعار الإجتماعي.

أحد نواب التحالف الوطني، وتحديداً من دولة القانون، إستخدم ذلك الجلد مؤخراً معرباً عن حقيقة الإرهاب الكامنة في داخل البرلمان وكاشفاً روح صنعتها عقائد منحرفة وأدران إجتماعية، ومبرهناً على إنّ الإرهابيين يمكن أن يختلفوا عقائدياً لكنهم يتطابقون إجتماعياً. 

السؤال الذي يواجه العراق ومستقبله؛ ما الفرق بين القاتلين، الخاطفين، وهل من يشرع بالقتل يمكن الوثوق بتاريخه؟! سيما إذا كانت تحوم حوله الشبهات..

ثمة فرق وحيد؛ الداعشي يأخذ إمتيازاته من خلال التخفي عبر الخليفة، والنائب الإرهابي التحالفي (القانوني) يستحصل تلك الإمتيازات عن طريق برلمان رسمي يمثل شرعية الدولة!..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك